الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

جسر الملك فهد..ضرب من العشق





الأربعاء 9 أكتوبر 2013


من أهم المشاريع الحضارية في البحرين هذا الجسر الممتد لمسافة خمسة وعشرين كيلومترا ويربط بين واحات الشرقية ومصائد اللؤلؤ في أوال، جامعاً شمل البحرين القديمة بأرخبيل أوال الذي يمثل البحرين اليوم. هذا المشروع في حينه وحتى اليوم قد تمكن من النهوض بالتواصل بكافة أشكاله بين البحرين وباقي الدول العربية في الخليج العربي، بما يشمل المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وبات مثالا يحتذى ونموذجا من الممكن أن تبنى عليه أفكار مشاريع مماثلة كالمشروع القديم الجديد الذي أعلن عنه في حينه عن جسر يربط بين البحرين والشقيقة قطر. وبالرغم من أن المشروع الآخر لم ير النور بعد، إلا أنه بلا شك سيمثل إضافة ضخمة لاقتصاد البلدين وتعزيز العلاقات بينهما حكومة وشعبا.
وعودا على جسر الملك فهد الذي افتتح في عام 1986 فقد كانت فكرة انشائه تعود إلى العام 1965 وبدأ العمل فيه في أواخر العام 1981 حتى افتتاحه. اليوم يعبر الجسر ملايين المسافرين كل عام في حركة دائبة للسواح والمواد التجارية، وهو يقوم بدوره الفعال ولكن ليس بالكفاءة المطلوبة.
فهذه المسافة القصيرة التي تربط البلدين تتعطل الحركة في جزئها الأصغر وهو منطقة الإجراءات لتبلغ بحافلات المسافرين في أوقات الذروة كموسم الحج إلى ساعات طويلة يقضونها في انتظار اكتمال الإجراءات. ولا يستثني الازدحام بالطبع الإجازات الأسبوعية التي يضيع المسافر فيها على الجسر بضع ساعات هي ربما تساوي الوقت الذي يقضيه في البلد الذي يزوره أو أكثر.
هذا المشروع مع زيادة عدد المركبات من ناحية وتوفر رحلات الطيران من ناحية أخرى، صار أحيانا منزوع الدسم فاقدا لجزء كبير من قيمته حين يفرض عليك ساعات انتظار هي أشبه ما تكون بتلك التي يقضيها مسافرو المطارات دون جدوى. وفيما نحن اليوم نقترب من الذكرى الثلاثين لإنشاء الجسر حيث إن جيلاً يعيش في الخليج اليوم صار يحمل مفهوما حول السفر من وإلى البحرين هو أنه رحلة برية بامتياز لا علاقة لها بالبحر بتاتا. فيما نحن نعيش هذه الفترة، وفيما الحديث حول تطوير العلاقات بين دول الخليج لتكون اتحادا بدلا من مجلس تعاوني، فإن الحدود الخليجية مازالت تتعامل مع المواطنين الخليجيين بصورة تجعل التنقل بينها للسياحة أو العمل أو التسوق أمرا صعبا يحتاج لتذليل عقباته.
وربما كان أبلغ مقارنة تقال في هذا الشأن هي المقارنة بين دول الخليج ودول السوق الأوروبية التي ينتقل الفرد بين حدودها دون أن يشعر بالانتقال ودون أن يتوقف عند معابر ودون أن يشعر بأية صعوبات او ازدحام إلا مع دخوله قلب المدينة التي يقصدها.
ورغم أننا سمعنا التصريحات في سبتمبر المنصرم من جمارك البحرين حول خطة سيتم تنفيذها خلال ثلاث سنوات للقيام بفتح 60 مسارا للسيارات، إلا أن التطوير لا ينبغي أن يكون عملية مربوطة بموعد مستقبلي متوسط أو بعيد المدى بل عملية تدريجية تتماشى مع الزيادة السنوية لأعداد المسافرين، وإلا بقينا نراوح في دائرة مفرغة دون أن يحدث تطور حقيقي.

آخر الوحي:
حتى متى تشتكي من رحلة السأم
يا أيها الكلم المسكون بالألم
ما بال حرفك يشكو كل آونة
أما اكتفيت من التأنيب والندم؟!

محمد هادي الحلواجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق