الاربعاء 22 يناير 2014
فخامة الرئيس باراك حسين أوباما.. هذه هي الرسالة الثانية التي أرسلها لفخامتكم
وقد أرسلت الأولى قبيل عيد الفالنتاين من عام 2011، والذي يحمل كتاريخ المعاني
الكثيرة للجميع، فكم من حدث جلل وقع في شهر فبراير (شباط)، كما أنني حرصت أن تكون
الرسالة في بداية العام لتحمل أكثر استفادة ممكنة تنعكس على سياستكم في العالم وفي
منطقتنا الشرق أوسطية بالذات.
وكنت قد حدثتك عن الديمقراطية وعن عدم التزامكم بها رغم ادعائكم بذلك ولم أتلق ردا بعد. أما اليوم فأنا أكتب إليك عما استجد في أوضاع السنوات الثلاث الفائتة التي فزت خلالها بدورة رئاسية ثانية على خصمك المورموني رومني. نعم لم أنسب خصمك إلى حزبه السياسي الجمهوري بل إلى طائفته المورمونية. أليست هذه هي الطريقة التي صرتم تصنفون البشر بها حتى فسدت أخلاق السياسيين حول العالم وصاروا يتكلمون عن الانتماء الإثني لنظرائهم بدلاً من الكلام عن التوجه السياسي؟.
تقومون بهذا بسبب دعمكم للتوجهات التكفيرية بدلاً من التوجهات المتسامحة في العالم، وأرجو أن تسمعني للآخر يا أبا حسين، فمن في هذا العالم أكثر تكفيرا من متشددي اليهود في إسرائيل؟ ورغم أن اليهود عامة لا يسلمون بوجود ديانات سماوية لاحقة، إلا أن الصهاينة تحديدا يمعنون في سلب الحقوق الإنسانية للبشر الذين يعيشون في هذا الجزء من العالم.
لماذا تدعمون التكفيريين يا أبا حسين، ألا ينبغي أن تواجهوهم بالحدة ذاتها التي تواجهون بها التكفيريين ممن يدعون الإسلام ويعتدون على الآمنين، أم أن الحركات التكفيرية اليهودية في القدس تحمل حصانة ودماء زرقاء لا يحملها تكفيريو أفغانستان؟ ليس هذا هو التغيير الذي وعدت به العالم يا أبا حسين. أم أن هناك توجها لإقامة دولة قومية لتكفيريي المسلمين أيضا وثالثة لتكفيريي النصارى وربما تتحالفون معهم أيضا وتوقعون معهم الاتفاقيات الأمنية.
ثم يا فخامة الرئيس هناك قضية أتحرج أن أكلمك فيها، ولكن المثل عندنا أن نبادر في طرح ما نتحرج منه لئلا نبقي الحرج والضغينة في النفوس، وهي قضية التجسس على الدول الحليفة والصديقة. لقد صدم العالم أجمع من هذه الفضيحة، فقد تعود الجميع أن يكون التجسس على العدو وليس الحليف، إلا أن ما سمعناه مؤخرا كان تجديدا في أعراف الصداقة بين الدول لم نعهد له مثيلا.
وأصدقك القول إنني لم أصدم من الموضوع ككل بقدر ما صدم الآخرون، فإن لي نظرة أخرى تحمل سياستكم على سبعين محملا من الخير لا تتكسر أبدا. أميركا اليوم وفي هذا العهد تعيش دورا أبويا كما يبدو، تشرف على التغيير دون أن تقوم به بذراعها، أليس كذلك؟ إذا، فهذا التجسس من قبيل الإشراف الأبوي الذي لا يجب أن ينزعج منه أحد من حلفائكم، لأنكم تقومون بالاطمئنان على أوضاعهم لتعرفوا ما يضايقهم أو قد يؤذيهم حتى وإن كانوا يتحرجون من مشاركتهم هذه الهموم أو التطلعات لأي أحد مهما كان قريبا.
وربما كان هذا من قبيل التطلع إلى تقديم أفضل معونة مستقبلا، بحيث تقدمون للحليف ما يحتاجه حتى قبل أن يطلبه. هذا يبدو عظيما، ولكنه جعل أخلاقياتكم على المحك كما يبدو لأنه أرسى أعرافا جديدة في الدبلوماسية غير معهودة. وما الضير في ذلك، فأنتم سباقون في كل جديد. ولكن يبقى أن لا تتضايقوا إذا قامت الدول الأخرى بمعاملتكم بالمثل من باب رد الصنيع أو باب بر الأبناء بآبائهم.
“أبوحسين”، لقد فاجأتم العالم بطريقة تعاملكم مع الملف الإيراني، والحق يقال إن العالم لا يتحمل المزيد من الأزمات والحروب، ولكنكم اختزلتم مشكلتكم مع الإيرانيين في الملف النووي، فلماذا إذا كان هذا العداء الطويل قبل أن يكون الملف النووي هاجسا؟ هل هو تأجيل للحرب، أم أن المنطقة ستعيش حالة من الاستقرار وانحسار إنذارات الحروب المتوالية التي لونت الكثير من أيام حياتنا بعد حروب الخليج المتوالية واحتلال العراق؟.
كلمتي الأخيرة لكم هي التمني لتوقف النهج الطائفي في تعاطيكم مع أزمات العالم المعاصر وتوقف سياسات التقسيم التي رأينا نتائجها في السودان ونخشى أن تعيد تقسيم العالم من جديد وهو أمر لا أعتقد أنكم تتمنونه للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، والله من وراء القصد.
آخر الوحي:
نهرٌ من النار في صدغي يعذبني إلى متى، وطعامي الحبر والورق؟
وما عتبت على النيران تأكلني إذا احترقت، فإن الشهب تحترق
نزار قباني
وكنت قد حدثتك عن الديمقراطية وعن عدم التزامكم بها رغم ادعائكم بذلك ولم أتلق ردا بعد. أما اليوم فأنا أكتب إليك عما استجد في أوضاع السنوات الثلاث الفائتة التي فزت خلالها بدورة رئاسية ثانية على خصمك المورموني رومني. نعم لم أنسب خصمك إلى حزبه السياسي الجمهوري بل إلى طائفته المورمونية. أليست هذه هي الطريقة التي صرتم تصنفون البشر بها حتى فسدت أخلاق السياسيين حول العالم وصاروا يتكلمون عن الانتماء الإثني لنظرائهم بدلاً من الكلام عن التوجه السياسي؟.
تقومون بهذا بسبب دعمكم للتوجهات التكفيرية بدلاً من التوجهات المتسامحة في العالم، وأرجو أن تسمعني للآخر يا أبا حسين، فمن في هذا العالم أكثر تكفيرا من متشددي اليهود في إسرائيل؟ ورغم أن اليهود عامة لا يسلمون بوجود ديانات سماوية لاحقة، إلا أن الصهاينة تحديدا يمعنون في سلب الحقوق الإنسانية للبشر الذين يعيشون في هذا الجزء من العالم.
لماذا تدعمون التكفيريين يا أبا حسين، ألا ينبغي أن تواجهوهم بالحدة ذاتها التي تواجهون بها التكفيريين ممن يدعون الإسلام ويعتدون على الآمنين، أم أن الحركات التكفيرية اليهودية في القدس تحمل حصانة ودماء زرقاء لا يحملها تكفيريو أفغانستان؟ ليس هذا هو التغيير الذي وعدت به العالم يا أبا حسين. أم أن هناك توجها لإقامة دولة قومية لتكفيريي المسلمين أيضا وثالثة لتكفيريي النصارى وربما تتحالفون معهم أيضا وتوقعون معهم الاتفاقيات الأمنية.
ثم يا فخامة الرئيس هناك قضية أتحرج أن أكلمك فيها، ولكن المثل عندنا أن نبادر في طرح ما نتحرج منه لئلا نبقي الحرج والضغينة في النفوس، وهي قضية التجسس على الدول الحليفة والصديقة. لقد صدم العالم أجمع من هذه الفضيحة، فقد تعود الجميع أن يكون التجسس على العدو وليس الحليف، إلا أن ما سمعناه مؤخرا كان تجديدا في أعراف الصداقة بين الدول لم نعهد له مثيلا.
وأصدقك القول إنني لم أصدم من الموضوع ككل بقدر ما صدم الآخرون، فإن لي نظرة أخرى تحمل سياستكم على سبعين محملا من الخير لا تتكسر أبدا. أميركا اليوم وفي هذا العهد تعيش دورا أبويا كما يبدو، تشرف على التغيير دون أن تقوم به بذراعها، أليس كذلك؟ إذا، فهذا التجسس من قبيل الإشراف الأبوي الذي لا يجب أن ينزعج منه أحد من حلفائكم، لأنكم تقومون بالاطمئنان على أوضاعهم لتعرفوا ما يضايقهم أو قد يؤذيهم حتى وإن كانوا يتحرجون من مشاركتهم هذه الهموم أو التطلعات لأي أحد مهما كان قريبا.
وربما كان هذا من قبيل التطلع إلى تقديم أفضل معونة مستقبلا، بحيث تقدمون للحليف ما يحتاجه حتى قبل أن يطلبه. هذا يبدو عظيما، ولكنه جعل أخلاقياتكم على المحك كما يبدو لأنه أرسى أعرافا جديدة في الدبلوماسية غير معهودة. وما الضير في ذلك، فأنتم سباقون في كل جديد. ولكن يبقى أن لا تتضايقوا إذا قامت الدول الأخرى بمعاملتكم بالمثل من باب رد الصنيع أو باب بر الأبناء بآبائهم.
“أبوحسين”، لقد فاجأتم العالم بطريقة تعاملكم مع الملف الإيراني، والحق يقال إن العالم لا يتحمل المزيد من الأزمات والحروب، ولكنكم اختزلتم مشكلتكم مع الإيرانيين في الملف النووي، فلماذا إذا كان هذا العداء الطويل قبل أن يكون الملف النووي هاجسا؟ هل هو تأجيل للحرب، أم أن المنطقة ستعيش حالة من الاستقرار وانحسار إنذارات الحروب المتوالية التي لونت الكثير من أيام حياتنا بعد حروب الخليج المتوالية واحتلال العراق؟.
كلمتي الأخيرة لكم هي التمني لتوقف النهج الطائفي في تعاطيكم مع أزمات العالم المعاصر وتوقف سياسات التقسيم التي رأينا نتائجها في السودان ونخشى أن تعيد تقسيم العالم من جديد وهو أمر لا أعتقد أنكم تتمنونه للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، والله من وراء القصد.
آخر الوحي:
نهرٌ من النار في صدغي يعذبني إلى متى، وطعامي الحبر والورق؟
وما عتبت على النيران تأكلني إذا احترقت، فإن الشهب تحترق
نزار قباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق