صورة لمقال سابق
قائل يقول، كنا نتمنى أن يكون للكتاب دور أكبر في الكلام عن المفاهيم المغلوطة والأساليب الحزبية والفتن العمياء في إرشاد الناشئة بدلاً من تبني خط معين بما يوحي بالتعصب أو النرجسية، وهنا أقول ان الكثيرين لم يفارقوا ثغورهم الفكرية التي عليها يرابطون، إلا أنه لا شيء يعلو فوق صوت الحماسة، وإلا فإن ما قيل قبل وأثناء وبعد أي فتنة لم يتغير إيقاعه ولا انخفض سقفه ولكنه ظل دوماً في إطار الدفع بالتي هي أحسن وهو منهج القرآن الكريم.
كان أول مقال لي يتخوف من أن أكون نغمة إضافية في النوتة لا تزيد ولا تفيد وإنما تكرر، وهذا ما حاولت أن أتجنبه. وكانت لي مقالات أكثر من صريحة في عدة اتجاهات وقضايا، أريد أن أستحضر بعض فقراتها، لأنه يبدو أنها مرت مرور الكرام.
في أكتوبر من العام الماضي 2010 وفي مقال بعنوان “المد والجزر” قلت بوضوح شديد:
“ولعل الكثيرين من الناس غير الحاج يعقوب لا يفرقون بين هذين الأمرين. فأجواء الانفتاح والتسامح لا تعني أبداً أنه لا يوجد قانون يضبط الحالة السياسية والاجتماعية. وأجواء الأزمات لا تعني أن الحريات الشخصية والحقوق الفردية والجماعية سقطت من بين دفتي القانون وصار بالإمكان انتهاكها دون حساب. هذا الخلط صار موجوداً وحاضراً بقوة، فترى بعض الناس يستغلون أجواء الانفتاح للمغالاة في استغلال هذه الحالة بما يفوق الوصف من خرق للقوانين دون حسيب أو رقيب، سواء كانت خروقات تستهدف الأمن، أو استغلال سلطة، أو تعدٍ على الأموال العامة وكأن القانون غير موجود أساسا، ويظلون كذلك حتى تتأزم الأمور. فيما نرى آخرين يستغلون أجواء الأزمات لفعل ما يريدون من تشهير وسب وتجريح متناسين أي قانون أو عرف أو خلق، وكأنها فرصة لمن في نفسه شيء أن ينفس عنه”. انتهى الاقتباس.
وتكلمت في نفس العام عن كل ما لاحظته من عيوب في إعلامنا كنقد ذاتي وفي الإعلام الخارجي كتوجيه للمتلقي المحلي، حتى انني نقلت مستشهداً كلام سمو ولي العهد في مقابلة مع قناة العربية، ضمن مقال نشر في سبتمبر 2010 بعنوان “تكريس التسامح كمبدأ إنساني”:
“علينا ألا نربط فكرا سياسيا بمذهب معين واقول هذا خطأ وخطأ كبير... نحن نحترم المذاهب كافة لان السياسة آنية والدين ومذاهبه دائمون، وبهذه المناسبة اتوجه إلى كل المسؤولين في منطقتنا - والاعلاميين بصورة خاصة - برجاء الابتعاد عن هذه التهم وتصنيف الناس بمواقف مسبقة، والدين دوما فوق رؤوسنا جميعا، والسياسة نختلف فيها، والدين ثابت، والسياسة زائلة” انتهى الاقتباس.
وكتبت في ما كتبت عن أساليب الأحزاب في التحكم في عقول الناس وأفردت لذلك أكثر من مقال أحدها بعنوان التحكم بالعقل والآخر بعنوان “البيبسي والوعي السياسي”. كما كتبت مقالاً حول “الاخوة الحزبية” ومساوئها ومقارنتها بالاخوة الإيمانية وكان الأول في يناير من العام الجاري والآخر في سبتمبر الفائت.
وكتبت في ديسمبر 2010 في مقال بعنوان الكتلة الأكبر متمنياً للحكومة أن تكون هي الكتلة الأكبر وأوردت سبب أمنيتي:
“إن الجمعيات واللاعبين السياسيين يخلقون التطرف عبر استغلال الحاجة، والمتاجرة بآلام الناس، وكما تجفف الدولة منابع الإرهاب عبر محاربة غسيل الأموال ومراقبة التبرعات للجهات المشبوهة، كذلك عليها أن تسعى جاهدة لحلحلة الملفات المعيشية لتقطع الطريق على المشككين والمتاجرين والمزايدين إن وجدوا.” انتهى الاقتباس.
إن الخطاب لم يتغير ولم يتحول سقفه أو اتجاهه إنما لعل هناك من يريد النقاش من أجل النقاش أوالاتهام، وهذا لا أستطيع أن ألومه لقول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
أقول انه منذ فترة لا بأس بها، ورغم مواصلتي للكتابة، إلا أنني وبعض الأصدقاء صرنا نعيد عبارة “لمن تخط ولمن تقرأ” في إشارة إلى تدني نسبة من يقرأون أساساً فضلاً عن نسبة من يهتمون بالآراء غير المتشددة.
في الختام أقول ان الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهي له. وأقول كذلك لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولرب كلمة أحيت سامعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق