الأربعاء، 15 أغسطس 2012

الحل البحريني






الأربعاء 15 أغسطس 2012


في لحظة صدق مع النفس ومصارحة ربما تكون نابعة من الصيام وشهر الصيام، وربما من السأم من الدوامة التي تدور فيها كل الحمامات داخل الشبكة بحثاً عن قارض يملك أن يصنع ثقباً يسمح لها بالخروج من مأزقها، أو لعله سأم من تقاذف الملامة بين الأطراف ومن لحظات البحث عن إيجاد معذورية لما ليس له عذر بينما يرفض كل طرف أن يقول أخطأت في كذا وسأصلحه بكذا. ربما ونحن مصابون بالسقم إزاء البحث عن الرشد، فلا أنت تستطيع إيجاد رشد ديني عند من يلزم نفسه بالدين، ولا رشداً قانونياً عند من التزامه القانون، فلا تدري أين العذر لمن لا يبحث أساساً عن العذر.
اللعبة إن كانت سياسية وحسب، حطمت باقي القواعد الأخرى وسخرتها لها، وصار كل ما عدا ذلك خارج نطاق التغطية. ثم تجد أن السياسة هي مصالح وتوازنات وتدافع قوى. ورغم أن السياسة هي محل تسيير الأمور وهي بطبيعتها عصب المنظومة المركزي إلا أن حراكها وتطورها وانتقالها لا يجوز أن يشل جميع مناحي الحياة، ولا يصح أن يوقف الحراك في حياتنا اليومية بهذا الشكل الفج. وأطرح هنا مثالا يتطلب سعة الصدر. وهو مثال سد الشوارع الذي يقوم به منتسبو بعض التيارات السياسية فيعطل مصالح الناس، لا شك أن العائق غير منصف للناس وغير مجد في تحقيق أي فائدة حتى سياسياً، وقس على ذلك الكثير.
في لحظة الصدق هذه، تنظر إلى ما يعطل إيجاد حل للأزمة في البحرين، فتجد أن الكلام عن حل بحريني خالص هو كلام غير واقعي شئنا أم أبينا. ولذلك عدة أسباب، أحدها وهو مهم جدًّا مشكلة الثقة التي هي حاضرة بغض النظر عن الأسباب، أحدها أيضاً أن الأزمة قد تم تدويلها على المستوى الإعلامي والحقوقي والسياسي وصار هناك عدة جهات تنتظر وتحث على إيجاد حل عبر حوار ذي مغزى يتمكن من حل المشكلة، سبب آخر هو أن البحرين وأزمتها هي جزء من سياق جغرافي واقتصادي يفرض حداً أدنى وأقصى للحلول المرجوة ويخرج الخيار من كونه محلياً ويظل السقف خاضعاً لتجاذبات تشبه تجاذبات الحل في لبنان فموجة ترفع هذا الطرف وأخرى تدفع بتصلب الطرف الآخر.
هل يدرك الفرقاء هذا؟ نعم يدركون هذا جيداً ولكن السعي بين أكبر ربح وأقل كلفة يفرض التمترس خلف كلمة التوافق والحل البحريني وكلمة وست منستر وإلا فلا هذا ولا ذاك في وارد تقديم الحل الواقعي.
ما نتمناه في ظل وضع كهذا هو أن يتم تحرير الحياة اليومية من هاجس المصادمات لأن السياسيين إن صدقوا في قولهم أن هذا هو السبيل الذي لا غيره عندهم وقد ركبوا اعجاز الإبل وإن طال السرى وأنهم قد أحرقوا سفن العودة فإنه يجب مساعدة الوضع في العودة إلى طبيعته وأن نرأف بالبحرين، البحرين التي هي البشر كما هي الحجر وكما هي البحر ولكل من هؤلاء حقه علينا، والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق