الأربعاء، 22 أغسطس 2012

أين الحواريون؟






الأربعاء 22 أغسطس 2012


فيما لو كنت أتكلم عن موضوع تاريخي أو ديني، فإن الحواريين بفتح الحاء هم تلاميذ السيد المسيح عليه السلام، إلا أن كسر الحاء يأخذنا مباشرة إلى كل من كان ينادي بالحوار في البحرين طوال الأزمة التي بدأت في فبراير 2011 وحتى الساعة. فالحوار منذ كان دعوة من سمو ولي العهد إلى أن صار منتدى شارك فيه الجميع بمختلف آرائهم وتوجهاتهم حتى مرحلة تحوله إلى تسريبات في بعض الصحف عبر مصادر غير معلنة عن تواصلات وترتيبات أو مقابلات تسبق انطلاق مرحلة أخرى من الحوار.
والحوار الأحدث وهو حوار التوافق انطلقت فعالياته في الثاني من يوليو عام 2011 بدعوات لحضور 300 شخصية، وتم تقسيم مواضيع الحوار ضمن المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، وبعد اختتام فعالياته، وإعلان نتائجه، جاء موضوع تقرير لجنة تقصي الحقائق ليشغل الساحة الإعلامية فيما بعد.
وجاء بعد ذلك موضوع تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق وتشكيل لجنة خاصة بذلك الأمر، ومن ثم تشكيل جهاز لمتابعة تنفيذ التوصيات والذي أصدر أول تقرير له في 11 يوليو 2012 ويتوقع أن يكون له تقارير لاحقة باعتبار أنه صدر بصفة تقرير مرحلي شمل مواضيع التطوير القضائي، المساءلة، التعويضات، دور العبادة وحرية التعبير.
اليوم ونحن في الثلث الأخير من أغسطس 2012، مازلنا نتطلع إلى موضوع الحوار أو الحل السياسي كموضوع حيوي ومهم لإنهاء الأزمة الخانقة التي مازالت تداعياتها على مستوى السياسة والأمن والحقوق بالإضافة إلى المستوى الاجتماعي تؤرق كل من يحمل هم هذا الوطن ولا يكاد يعرفه بسبب هذا الشحوب والاختناق والانقسام.
وفيما لا نرى من مخرجات حوار التوافق تغييراً ملحوظاً طرأ على أسباب أو نتائج الأزمة، فإن آخر ما طرح على المستوى الرسمي حول موضوع الحوار هو الدعوة إلى حل داخلي بعيداً عن الوساطات والدعوة إلى شجب ونبذ العنف صراحة. أما على مستوى المعارضة فقد كان أبرز ما طرح حول الحوار هو القبول المبدئي بحوار يسع الجميع، والدعوة إلى عدم القيام بأية أعمال تتنافى والسلمية ثم التأكيد على أنه لا حوار حالياً على الأرض وأن كل ما يجري بعيد عن الجدية.
سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي أو مستوى الجمعيات السياسية ليس هناك أحد يقول إنه ضد حوار جدي يفرز نتائج على الأرض ويقود إلى إيجاد الحلول وإنهاء الأزمة، فإذا كان الأمر كذلك، فأين الحواريون وأين نقف اليوم أم أن علينا متابعة الكثير من التواريخ المهمة وانتظار الطحين من الرحى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق