الأحد 11 نوفمبر 2012
حادث نفسه و قال، هل يصدق من ينعت النواب بنعت ما؟ لا، حاشا و كلا، ففي النواب من لا يصدق عليه نعت قد يحط منه، حبذا لو كان النعت ينتقي ليفرز من يصدق عليه ممن لا يصدق عليه. ثم تساءل: هل يصدق من ينعت الصحافة بنعت ما؟ أبداً، فربما كان في الصحافة صحف بيضاء و أخرى صفراء، و أقلام محترمة و أخرى أضاعت رسالتها. ثم يتمتم، هل سيقبل النواب و الصحافيون و كل صاحب مكانة أن يكون لهم الحق في التعدي على الغير بسبب حصانة أدبية أو قانونية؟ دارت به الأفكار يميناً و شمالاً دون نتيجة.
فبالأمس القريب، و بحسب ما نشرته الصحافة المحلية، يعتذر أحد النواب للصحافة المحلية عما فهم من كلامه، خصوصاً ورئيس المجلس يذكره أنه “ لا يجوز تعميم الكلام على الجميع” ، ثم يكرر أنه يعتذر 3 مرات إذا كان قد قال كلاماً مسيئاً للصحفيين. نعم هناك من النواب من يمتلك الشجاعة الأدبية للإعتذار عن الخطأ، و هناك منهم من يربأ بنفسه عن الإساءة للناس، و يربأ بنفسه عن التعميم والتجني. و لكن هل كل النواب كذلك؟
ثم تساءل، هل تكرم عيني لو كنت صحفياً فيقف من يقف ليمنع عني الوقوع تحت طائلة التعميم، و لا تكرم عيني كإنسان على هذه الأرض فأقع تحت طائلة تعميم نائب أو صاحب لسان أو قلم، يحق له من التجريح و التعدي ما لا يحق لغيره، رغم أن موقعه يفترض على كل محترم أن يحترم حقوق كل إنسان على هذه الأرض و يدافع عنها؟
ثم هل على من يشاركونه في موقعه أن يتنادوا للدفاع عنه، فيسمحوا بتعميمه الذي يطلقه على غيره، فيحق للناس أن يعمموا عليهم كل عبارة أو لفظة؟
هناك من النواب أو الصحافيين من قد يشتم شريحة أو فئة أو مكوناً دون أن يرف له جفن، لأنه يعرف أنه لن يقع تحت طائلة القانون، فهل يقف هنا المجلس بأكمله على أطراف أصابعه للدفاع عنه و يواجه المجتمع و الحق و العدالة والضمير من أجله؟ قلب صاحبنا كفيه ثم قال: تكرم عين الصحافة.
آخر الوحي:
ألم أختصصك بما قد علمت *** من الود و المقلة المكملة
و أسأل فيك أبا صالحٍ***و ما كان حقك أن أسأله
البحتري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق