الاثنين، 26 نوفمبر 2012

مودة أهل البحرين






الأحد 25 نوفمبر 2012

كنت قد ذكرت في مقال سابق نشر تحت عنوان “حزننا على الحسين من سنة نبينا” جملة من الأخبار المروية عند عموم المسلمين عن بكاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما يجري على سبطه الحسين الشهيد، وكيف أن البكاء على مصيبة الحسين الذي تقام لأجله مجالس التعزية له ما يسنده من السنة النبوية المطهرة، وإن كان الحزن والبكاء أمراً وجدانياً مرتبطاً بالمودة للمحزون وبتلك الصلة العاطفية بين المحب والمحبوب. ولاشك أن مودة أهل البيت وبالذات ذرية النبي الأكرم ثابتة الوجوب عند عموم المسلمين بنص القرآن الكريم وقد ألفت حولها مؤلفات عديدة منها الحديث ومنها القديم والموغل في القدم.
واهتم أهل البحرين بواجب المودة اهتماماً خاصاً ومميزاً خلدته القرون والأيام وورثه الأبناء عن الآباء والأحفاد عن الأجداد. فمنذ قديم الزمان كانت البحرين تعطل فيها الأسواق وتقام فيها مجالس التعزية وتسخر الإمكانات خدمة لهذا المظهر من مظاهر إحياء الواجب، ويشارك فيها الجميع ومن كل الطوائف والدرجات الإجتماعية. وهو أمر محمود البداية ومحمود الاستمرار ولا حرمنا الله من إحيائه وإحياء كل معالم الدين والمودة التي لا تورث إلا المودة بين الناس.
يقول المرحوم الشيخ سليمان المدني حول هذه الشعائر في البحرين “فالبحرين كلها تلبس ثياب عاشوراء، وتحتفل بها حكومة وشعباً على اختلاف طوائف الشعب، فإذا قضية عاشوراء ليست قضية شيعية خاصة، إنما هي قضية البلد كله”.
وفي مقام آخر يدل على ذلك، نجد هذه القضية محط الاهتمام على كل المستويات وأعلاها، ففي مقدمتها الدعم الذي يقدم كل عام من جلالة عاهل البلاد في صورة مكرمة سنوية تقدم إلى المآتم والحسينيات، ومنها اللفتة الكريمة قبل عامين لرفع أي تزاحم بين إحياء ذكرى عاشوراء وبين احتفالات العيد الوطني، وهي لفتة استحقت وتستحق كل الشكر والتقدير، بالإضافة إلى وضع الإمكانات اللازمة من قبل الدولة والمجتمع ليكون الموسم في كل عام موسماً مميزاً.
عند أهل البحرين، تجد كلاً منهم بمختلف مشاربهم يعيش مودة أهل البيت ويتسابقون في ميادينها الخيرة، ولذلك شواهد كثيرة لابد أن يأتي ذكرها في سلسلة مقالات مفصلة.

آخر الوحي:
فمن مبلـغ عنـي الحسيـن رسالــة
وإن كرِهَتهـا أنفـــس وقلـــوب
ذبــيـح بـلا جـرم، كـأن قــميصــه
صبيغ بمـاء الأرجـوان خضـيب
فللــسيــف إعـوال وللرمــح رنــة
وللخيل من بعد الصهيل نحـيب
تـزلـزلـت الــدنيـا لآل مـحــمــد
وكادت لهم صم الجبــال تـذوب
الشافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق