الأحد، 9 ديسمبر 2012

بين حانا و مانا





الأحد 9 ديسمبر 2012

مثل عربي يقول “بين حانا ومانا ضاعت لحانا” وقصته تتلخص أن رجلاً في شيبته تزوج بأخرى وكانت إحداهما تدعى حانا والأخرى تدعى مانا. ولرغبة صغراهما في تشبيبه فقد كانت تنتف شيبات لحيته. فتراه الأخرى وقد قل شيبه فتبدأ في نتف سواد لحيته. وهكذا دواليك حتى قال الرجل “بين حانا ومانا، ضاعت لحانا”.
هذا المثل ينطبق على مقال قرأته في إحدى جرائدنا في البحرين فيه من الحماس لحكم مرسي أكثر مما لبعض الإخوان في مصر أنفسهم. فالرئيس المصري الذي جاء على خلفية أول انتخابات تقام بعد سقوط نظام مبارك حاملاً معه دعوى التغيير كأول رئيس منتخب، قد لاقى موجة ضخمة من الاعتراضات على قراراته خلفت عدداً من الضحايا، وكان المعارضون لقراراته الأخيرة بحسب ما يظهر في وسائل التواصل من اتجاهات مختلفة. إلا أن المقال المتحمس المذكور كان يتكلم بكل شدة على من يعارضون مرسي أو يتظاهرون ضده واصفاً إياهم بأقذع الألفاظ ثم يؤكد أنهم كلهم من الفلول وأنهم وأنهم.
يفتتح المقال بمقارنة حال مصر بحال البحرين من زاوية “فكل ما يقوم به الرئيس مرسي هو مشكوك فيه ولا يمكن القبول به في نظر فلول النظام الفاسد، بينما كل تحرك تقوم به المعارضة هو من باب الوطنية والحرص على مصر وعلى مصلحة المواطنين”.
كفانا مثالية وتقديس فارغ بحيث يصير الكل إما أنهم إخوان أو فلول وكأنه لا يوجد مصري إلا وهو من مسرح عرائس كبير تلعب بخيوطه فلول نظام مبارك. مثالية تجعلنا نقول إن مرسي دون سلفه فلا يحق الاعتراض عليه ولا انتقاده وإلا عد ذلك من باب “فش الخلق” بسبب الهزيمة في الانتخابات الرئاسية.
كفانا كلاما عن حملات علاقات عامة ظالمة ضد مرسي يقودها “معسكر عربي لعرقلة أي استقرار سياسي أو اقتصادي لمصر يقوده الرئيس مرسي”. وكأن الحراك ضد مبارك لم يكن مدعوماً إعلامياً عبر قنوات عربية، وتلميع اتجاهات سياسية ما في الانتخابات لم يكن يوماً عبر نفس القنوات.
ويعود المقال ليختتم سطوره بمقارنة وضع مصر بوضع البحرين من حيث إن “صوت المعارضة الإعلامي فيها كان أكثر ضجيجاً وإزعاجا، ولكنه لم يصمد طويلاً أمام حقائق الواقع”.
أقول إن النظرة الحزبية الضيقة لأي حدث على وجه البسيطة تقلل من إمكانية استقراء الواقع على حقيقته وقد تقلل من حس احترامنا لإنسانية أي مختلف وحقه في التعبير عن رأيه، فهل هو الحماس الذي يصم أذن الدعوتجي عند وصول حزبه في العراق هو نفسه حماس الإخواني عند وصول مرسي الحكم المشابه لتعصب البعثي لصدام والقومي لجمال عبدالناصر. حقيقة، لا أدري!!

آخر الوحي:
سيزول ما كنا نقول مشرق ومغرب
ستكون رابطة الشعوب مبغض ومحبب
الجواهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق