الأربعاء، 9 مارس 2011

ضحك الثكالى








الأربعاء 9 مارس 2011


استجواب الوزير:
خرجت في أواخر الشهر الماضي تعديلات وزارية محدودة طالت أربعة وزراء سابقين، وصفتهم بعض وسائل الإعلام بكونهم وزراء تأزيم أو بأنهم من ذوي الأداء الضعيف. يبقى أن نشهد أن معظم ردود الأفعال على التغيير كانت تبدأ دوماً بالتساؤل عن سبب إقالة الوزير فهمي الجودر الذي شهد له الكثيرون بالكفاءة وامتعضوا من إقالته.
وبدور نوابنا الأفاضل كان لا بد لهم من ردة فعل في هذا الاتجاه، فبينما اعتبر نواب الوفاق المستقيلون التعديل الوزاري دون المطلوب من الدولة، اعترض بعض الآخرين على التعديل لكونه بحسب الأصالة إرضاء لفئة على حساب فئة أخرى.
واصلت الأصالة بعد ذلك غضبها لله، وقرر بعض نوابها بالتعاون مع بعض المستقلين أن يقوموا باستجواب أحد الوزراء، و يبدو أن السيد نزار البحارنة كان يعتبر بالنسبة لهم هدفاً جيداً. فالرجل قضى حوالي عشرة أيام كاملة في الوزارة. وللقارئ أن يتصور كم الأخطاء الجسيمة والمخالفات العظيمة والتسيب الإداري الذي يمكن رصده لوزير لم يفارق مقعده لعشرة أيام كاملة. بالنسبة لي لا أستبعد أن تسحب الثقة من الرجل، فعشرة أيام تكفي لفعل الكثير حتى لو تواضع الرجل في أول يوم وأكد أنه ليس سوبرمان، وحتى لو كان في مرحلة (الهاندوفر) مع الوزير السابق.
عشرة أيام؟ ألا تكفيك هذه الأيام العشرة يا رجل لإنشاء مستشفيين إضافيين في باقي المحافظات، وحل مشكلة الطوارئ، وإنشاء وحدة للسكلر، وتوسعة مركز جدحفص وترميم مركز النعيم، وحل طوابير عيادة الأسنان؟
أساساً، الوزير في أول أيامه يجب محاسبته وليس من قضى بضع سنوات. فالآخر يكون قد اكتسب خبرة فلا فائدة من استجوابه.
لا بد أن يعرف الوزراء كل الوزراء أن نواب الشعب لا يتهاونون في استخدام الأدوات الرقابية لحماية مصالح الشعب الصحية والإسكانية والتعليمية وجميع خدمات المواطن، وحتى في سحب الثقة إن اقتضى الأمر.
يبقى أن عندنا مثلا يقول “يتعلم التحسون في رؤوس القرعان”، وأنا أقول أدواتكم الرقابية صدأت يا سادة فلا بأس من تجربتها في أي حال.
وعود الوزير:
بينما بدا وزير الصحة متواضعاً، أكد وزير الإسكان أنه سيحقق ما عجز عنه أسلافه من وزراء الإسكان. وأنه سينشئ خمسين ألف وحدة سكنية في خمس سنوات على رواية وفي ثلاث سنوات على رواية أخرى بحسب اختلاف أرباب الصحف.
كنت قد وعدت الوزير السابق أن أرفع له القبعة إن تمكن من ذلك، ومازال وعدي سارياً لخلفه، خصوصاً وهو تمكن إنصافاً من حلحلة ملف البطالة بشكل جيد جداً. إلا أن ملف الإسكان صار عند الناس أمثولة للوعود التي لا تتحقق، كيف لا وهناك الكثيرون ممن تربوا في بيوت أجدادهم في انتظار طلبات آبائهم الإسكانية، ولم يعد غريباً لو سمعت أن الأب وابنه ينتظران طلباتهما الإسكانية معاً.
المدينة الشمالية الموعودة أحد الشهود على ذلك وهي تقف جرداء وكان وعد إنشائها مضى عليه عشر سنوات دون أن تتحرك قيد أنملة.
لا أريد أن أحبط أحداً، إلا أنني قلت من قبل أن ما سمعه الناس من الوعود جعلهم يفقدون الثقة في الجميع ويختبرون نوعاً جديداً من الضحك مع كل وعد جديد. هذا النوع من الضحك يسمى “ضحك الثكالى”.
وهنا أستذكر كلمة سمعناها من سمو ولي العهد منذ أيام شاهدة على ذلك “الكل يعلم أن الوعود كانت كثيرة، ويمكن أكثر من قدرة الجميع أن يوفرها، لكن إذا قدرنا ان نقول لا نريد وعوداً فارغة، نريد قولاً وفعلاً، دعونا نعتمد هذا المبدأ، مبدأ المصارحة”.
مع تمنياتي في هذا الهامش للبحرين وأهلها كل الخير والازدهار بأيدي أبنائها البررة، وللوزراء الجدد التوفيق والسداد... والله من وراء القصد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق