الأحد، 22 مايو 2011

ألها اسم غير هذا؟؟






٢٢ مايو ٢٠١١


قلت له: استحضار مفاهيم الآخر الدينية في تحليل سياسي بحت يصيبني بالدوار. فما دخل موضوعك بعقائده  وأحكامه إن لم تكن طائفياً؟ مالك ولتقيته ومتعته وإسباله ليديه ومهديه المنتظر؟ هل هذه هي أساليب العمل السياسي والنقاش السياسي والتحليل السياسي.
أنت حانق عليه لموقف سياسي أم أنك في صراع عقائدي معه. فلنسلم أنه طائفي وأنه كان يدعو لطائفته وملته وأنه مرتبط بأجنبي على نفس الملة، ألست بهذا الكلام أنت أيضاً طائفيا؟
بل إن الإنسان المهذب لا يرضى أن يستخدم النبز حتى في النقاش العلمي، فكيف بك وأنت تجر العقائدي للسياسي؟
إن لم تكن تدري فهي طائفية، تنفرني منك حتى إن كنت أقرب إليك سياسياً منه، تعرف لماذا؟ لأنك تحمل موقفاً مسبقاً منه يجرده ويجردك معه من الإنسانية.
ربما كنت تكفره، ولكن حتى لو صح ذلك فأنا لا أعذرك في خطابك معه، ألم تقرأ قوله تعالى “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم”.
ما بال أحدنا يخلط حقه بباطله فيضيع ما كان فيه محقاً ولا يبدو للناس إلا باطله. فليجعل كل منا غضبته في الله لا تخرج عن حدود ما أمر الله به وما نهى الله عنه.
لا يخدعنك من طبع الله على قلبه وعلى سمعه غشاوة، فكما للسياسة أهدافها ومقاصدها فلا يجب أن يجرنا ذلك إلى التكفير الذي هو مقدمة لبلايا وآفات ليس لها أول ولا آخر. وتذكر قوله تعالى:
“وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما” فكيف بنا ونحن نذكي تلك الفتنة ونجرها جراً للطائفية.
ولا أملك هنا إلا أن أقف عند كلمات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، إذ ذكر مرة بعد مرة بما نشر منذ أيام في الصحف بقوله “إن محاولات اللعب على التفرقة في الدين والمذهب والفكر والعقيدة لن تجد لها طريقها للنجاح فالمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله”.
هذه هي آدابنا وهذه هي أخلاقنا وهذا هو تراثنا من آبائنا وما سنورث لأبنائنا، بأن نحترم المعتقد الذي هو فوق الرؤوس ولا نسمح للسياسة أن تشوهه لأن السياسة آنية والدين والمذهب باقيان كما يقول سمو ولي العهد الأمين.

آخر الوحي:
وأول ما قاد المودة بيننا بوادي بغيضٍ يا بثين سباب
فقلت لها قولاً وجاءت بمثله لكل كلام يا بثين جواب

“جميل بثينة”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق