الأحد، 7 أغسطس 2011

أولاد البطة





٧ أغسطس ٢٠١١


بينما يقول المثل المشهور “ابن البط عوام” إلا أن البط يتفاوت حظه بحسب لونه ولا أدري لماذا صار أولاد البطة السوداء أو فروخها مضرباً للمثل في عدم إنصافهم بأقرانهم وعدم مساواتهم. ما أعرفه أن موظفي القطاع الخاص صاروا يطلقون هذا اللقب على أنفسهم.
فهم يعملون في كثير من الأوقات بساعات دوام أكثر وإجازات أقل، لكن ما يغيظهم هو حرمانهم من الكثير من الامتيازات التي تتوفر لموظفي القطاع العام. فأولئك رغم أنهم يقولون كثيراً عن أنفسهم “اسم شايع و بطن جايع” إلا أنهم محظوظون بالنسبة لأقرانهم في الخاص من أكثر من زاوية.
تتركز هذه الجوانب في ناحية المكرمات التي تنطلق من الدولة لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، فهي في أغلب الأحيان توجه إلى موظفي الحكومة دون غيرهم، ولا ينال موظفو القطاع الخاص غير التضخم في الأسعار الذي ينجم عن هذه الزيادات.
البونس في إحدى السنوات وزيادات الرواتب والعلاوات الثابتة في سنوات أخرى، لم ينل منها موظفو القطاع الخاص أي مساعدة، فهي موجهة للقطاع العام بدون استثناءات.
أتساءل هنا، هل هم يزيدون الرواتب بسبب مسؤولية الدولة على موظفيها فقط، أم أنه يدخل من أبواب أخرى، مثل تقسيم الثروة. والحال أنه لو كان هناك تقسيم للثروة فينبغي أن يناله كل الشعب. لا أعتقد أنه هنا ينتهي دور الدولة، فالموازنة التي تشمل الزيادة هي من عوائد البلد كل البلد وليس من أملاك مواطنين دون آخرين. وإن لم يكن رفع المستوى المعيشي للمواطنين هدفاً للدولة فهل هدفها رفع مستوى موظفيها فقط؟
هل تحولت الدولة بذلك لمؤسسة تهتم بموظفيها فقط؟ أم أنها توزع ثروتها على جميع ملاكها ومنتسبيها ولا تقصر التوزيع على موظفيها فقط دون الآخرين؟ نعم يحصل موظفو القطاع الخاص على علاوات الغلاء والإسكان من الدولة، لكن ما سبب حرمانهم من الزيادات؟
سيجيب أحد البلغاء حتماً ان كل رب عمل مسؤول عن موظفيه، ونقول له كلامك صحيح وخطأ في نفس الوقت، فالزيادات التي تمثل تعديلاً عاماً للأوضاع تخرج من هذا الإطار إلى إطار تقسيم الثروة الذي يجب أن يشمل كل المواطنين. أقصروا عليهم الزيادات السنوية التي تتراوح بين 3 و5 بالمئة، أما ما يصل إلى 25 أو يصل إلى 36 بالمئة فهو يسمى تصحيحا أو تعديل وضع.
هل يدفع موظفو القطاع الخاص ثمن حظهم العاثر بسبب عملهم في القطاع الخاص؟ الذي صارت رواتبه على ارتفاعها لا تكفل لك بناء بيت خاص بك وانت في إطار الثلاثين من العمر.
يقال ان البطة السوداء علمت فيما بعد أنها ليست إوزة كالبيضاوات، وقررت أن لا تقارن نفسها بمن تفوقها جمالاً ولوناً. فهل سيفعل أهل القطاع الخاص كذلك أم سيظلون يندبون حظهم من كادحين منسيين؟

آخرالوحي:
بطة اخبرتني أنها من بنات البطة السوداء، ترى ما هي مؤهلات أن تكون بطة بيضاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق