الأحد، 28 أغسطس 2011

العيد المبارك









٢٨ أغسطس ٢٠١١


وإن كان عمنا السيد سعيد يصر على التهنئة بالعيد بقوله “عيد سعيد” لينسب العيد إليه، إلا أنني سأظل أهنئ بالعيد باعتباره مباركاً بغض النظر عن كونه سعيداً. فالسعادة في هذا السياق تشير إلى فرحة دنيوية بينما البركة تدل على خيرات سماوية، وأوامر إلهية تمثل السبب الأهم في الاحتفال بالعيد وإظهار السرور فيه.
إذا فالسعادة هنا نتيجة، والبركة سبب للسعادة في هذا اليوم المجيد. وفي الأثر انه “للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه”. لذا كان الاحتفال بهذا اليوم، وإحياء شعائره من الأحكام الشرعية التي لابد من احترامها وتوقيرها وعدم تعطيلها بأي حال من الأحوال.
إن الاحتفال بالعيد والتزين فيه والتنقل بين المجالس وإفشاء السلام وإطعام الطعام كلها قربات وأمور أخروية وتعظيم لشعائر الله، وواهم من يظن أن كل هذه تعتبر زينة دنيوية وترهات استهلاكية، وإن لم يكن واهماً فربما يكون مغرضاً.
بل ينقل أن الدولة الإسلامية لم يتعطل فيها العيد حتى سنة مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. ذلك رغم أن المدة ما بين هذا المصاب والعيد لا تزيد على تسعة أيام. ولم يعطله الإمام الحسن الذي كان الخليفة بعد أبيه.
إن العيد رغم بركته المرتبطة بالصلاة وزكاة الفطرة وانقضاء فرض الصيام إلا أن العيد يجب أن يكون سعيداً، ولولا ذاك لما سمي عيداً. ويكفيناً شرفاً في الاحتفال به أنه يوم “ذخر وشرف وكرامة ومزيد” لسيد الخلق عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم.

يقول الشاعر:

عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيد *** بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ

والعيد في هذا العام يطل علينا بعد أزمة قد تكون الأعنف في تاريخ البحرين الحديث، نتمنى وندعو الله أن يجعل هذا العيد فاتحة خير على بلادنا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء. نرجو أن تجتمع القلوب وأن تتحد النفوس وتتقارب المشاعر. نأمل أن تلجم ألسن الفتنة والتخوين والتكفير وتقر بين أقفالها لعل المآل يكون إلى خير.
كل عام وأنتم بخير وأعاد الله علينا وعليكم العيد بالسرور واليمن والحبور.

آخر الوحي:
أي شيء في العيد أهدي إليك.. يا ملاكي وكل شيء لديك
أسواراً أم دملج من نضار.. لا أحب القيود في معصميك
أم وروداً والورد أجمله عندي.. الذي نشقت من خديك
أم عقيقا كمهجتي يتلظى.. والعقيق الثمين في شفتيك
ليس عندي شيء أعز من الروح.. وروحي مرهونة في يديك

إيليا أبوماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق