الأحد، 26 فبراير 2012

القرموطي









الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢


أحمد آدم في فيلمه “معلهش احنا بنتبهدل” مثل الشخصية المحبوبة القرموطي، ذلك الرجل المصري ذو الشوارب المتدلية و الذي يمتلك قهوة في منطقة نزلة السمان قريباً من الأهرامات. كان يستضيف فيها السياح الأجانب و يصر على إجبار الجميع بتبني منطقه في التفكير و أسلوبه في الحياة.
المعلم القرموطي لم يكن يؤيد سياسة الرئيس جورج بوش الإبن، و كان يصرح بعدائه لسياسته، و المضحك أن الرجل كان كثير الإدعاء بكونه شخصية مهمة، فمرة يقول ان صدام حسين اتصل به هاتفياً، و تارة يتصل هو ليوبخ بوش، أضف إلى هذا قائمة من الصور المفبركة التي تجمعه بالرؤساء و التي يعرضها كل مرة ليدعي بها أهميته.
تتصاعد أحداث القصة حين تتحول أكاذيب و أحلام  القرموطي إلى كوابيس تلاحقه و تقض مضجعه، فهاهو جورج بوش يظهر في الفيلم و يقول أن القرموطي هو العدو الأول لأمريكا، ثم تأخذه الاحداث ليواجه صدام الحقيقي في العراق، و لكن لا نجد الرجل يعتزل الكذب و الإدعاء بعد أن ينجو من كل ذلك.
من يدعون البطولات الوهمية من شاكلة القرموطي الكثيرون، من ضمنهم من يتبجحون علناً بتأييدهم لتنظيم القاعدة، و يعتبرونها رمزاً للدين وللعزة و الكرامة. القاعدة التي لا تعدو كونها قصة من قصص والت ديزني المخصصة للكبار، و المنسوب إليها آلاف الجرائم التي قضت على كثير من البشر، يجاهر بعض الحمقى و الباحثين عن الشهرة بتأييدها و إن قتلت الأبرياء و دمرت البلدان و إن كان أذاها على المسلمين قبل غيرهم.
من هؤلاء رجل أقيمت له ندوة تكلم فيها عن الأخطار المحدقة بالنظام الأمريكي، و ما قاله في هذه الندوة هو مخيف بقدر ما هو مضحك. أما أنه مضحك فلكونه يعرض نفسه دوماً في هيئة المحيط بالأخطار التي تتهدد النظم و لأنه يتكلم عن فكر تكفيري إجرامي بودية شديدة تنم عن لوثة عقلية. و أما أنه مخيف فلأنه يحض على تبني هذا الفكر و لأنه للأسف يجد من يستمع إليه.
يقول في ندوته تلك التي عقدت ربما منذ عامين أو ثلاثة في البحرين “ انتم بمجرد أن يقال إرهابي، فقولوا هذا صديقنا، لماذا؟ لأن هؤلاء الذين يسمون إرهابيين هم أتقى الناس في العالم، و اشرف الناس في العالم، و أحسن الناس في العالم” ثم يقول “ أنا قابلت الملا عمر شخصياً، شرفت، أنا لي الشرف أني قابلته و جلست معه، رجل ليس من هذا العصر” ثم يقول “هؤلاء من ينفعون مع الغرب”.
رجل بمثل هذا التوجه و هذا الفكر تتم استضافته في البحرين، و بعد أن يقول كلامه هذا، تعاد استضافته في البحرين؟ هذا عار على بلد الاعتدال و التسامح السياسي و الديني أن تستضيف متشدداً تكفيرياً داعماً للإرهاب.
يقول عن نفسه أنه تكفيري ! ثم يأتي إلى البحرين ليسئ إلى شعبها و يتم الإحتفاء به ! هل تركنا للإعتدال من مساحة ؟ أم أننا نقوي التشدد بالتشدد؟ و نستورد للطائفية الطائفيين؟

آخر الوحي::
أي طرطرا تطرطري
تقدمي تأخري
تشيعي تسنني
تهودي تنصري
تكردي تعربي
تهاتري بالعنصر
تعممي تبرنطي
تعقلي تسدري

محمد مهدي الجواهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق