الأحد 8 يوليو 2012
فيما تعيش شعوب أفريقيا حالة من المجاعة و الإهمال من العالم أجمع، و تعيش المرض و الفقر و الجهل. نجد أن العالم يعرف مما يجري فيها أكثر مما يحتاجه لمساعدة الأفارقة و توجيه خطط التنمية و الإغاثة إليهم. إلا أن ما تحصل عليه الدول الأخرى من خيراته، يكفيها لتغض النظر عما يجري فيه من صراعات و ما يعيشه من مشكلات.
وحقيقة لا أعلم بالمدخول الذي تحققه الشركات الأجنبية من خلال عملها في أفريقيا، ربما كان أقلها ما تنتجه شركات إنتاج البرامج العلمية حول طبيعة أفريقيا و الكائنات الموجودة فيها، و عادات شعوبها و الكثير الكثير من المواضيع التي نجدها على الشاشة حول أفريقيا.
هذه القنوات توفر لنا و للشعوب الأخرى الإثارة و نحن نرى الصراع بين الأسد و الضبع، و قتال الحيوانات من أجل الحياة،، و رحلات هجرة الطيور و القطعان من منطقة إلى أخرى، و هي مواضيع جميلة تحمل من الإثارة الشيء الكثير، و ماذا يحتاج الإنسان المترف غير بعض الإثارة التي تشعره بالحياة الحقيقية. ألا يحتاج الإنسان لمواضيع يتكلم عنها و يفتح فاه في تعجب؟ هذه القنوات توفر هذه الحاجة للأفراد و المجتمعات، و هو ينظر لمخلوقات أقل منه و هي تشق طريقها في الحياة، و عجائب سلوكها و خفايا طبائعها و علاقاتها.
في نفس المسار نجد القنوات الغربية في بلادنا العربية، تقوم بنفس الدور من الإستفادة من الإثارة الحاصلة على مستوى الشعوب، لتبثها إلى شعوبها المتعطشة للإثارة، فنجد كل بلد من بلادنا صار مادة إعلامية لفترة، حتى يمل منها المشاهد و يبدأ ملف آخر مثير بالظهور.
و أنا أشاهد الصراع الإعلامي على أشده، فيما نجد المتلقي في الخارج طرباً على أصداء الإثارة المتصاعدة، تذكرت كم الإستمتاع الذي توفر لنا صغاراً و نحن نشاهد مباريات المصارعة الحرة، و رأيت كيف أن الدنيا صارت شاشة كبيرة، كلنا قنوات فيها و مادة إعلامية، هذه المادة نوفر نحن فيها الإثارة للمشاهد الأجنبي، و هو يرى حرب أبطاله مع أشرار الشرق، من سكنة الكهوف المتاخمة لحقول النفط.
يرى حرب أبطاله مع متشددي الأديان الأخرى، يراها مع الأنظمة الديكتاتورية، و حتى مع الشعوب التي قد تخلق ديكتاتوريات جديدة. يرى أبطاله ينصرون الأقليات. ثم يرى الصراع بيننا على البقاء و تستمر لديه الإثارة كمن يشاهد برنامج عالم الحيوان أو المصارعة الحرة العالمية. فيما نحن لا نستنكف من هذه الصراعات، و مع ما نوفره من الإثارة لكم أهلاً بكم يا قنوات الإعلام الحر.
آخر الوحي:
ثم غدونا فرجة في آخر النهار
يشاهد العالم، يستنكر، وقع الموت و الدمار
مبتئساً، مشجعاً، و مشفقاً
و مصلحاً ما بيننا، شأن الكبار رحمة الصغار
و نكتفي بأننا نظهر في إذاعة الأخبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق