الأحد 22 يوليو 2012
استقبلنا في هذا الأسبوع شهر رمضان، شهر آخر من شهور العبادة وموسم آخر من مواسم التقرب الى الله عز وجل. يحوي هذا الشهر أحد أهم أركان العبادة وهو الصيام عن المفطرات بين طلوع النهار الى مغيب الشمس، لمدة شهر كامل.
في هذا الموسم تتحقق للمسلم فوائد عدة من الصفاء في بدنه وروحه وعقله، وفي محصلة حسناته وسيئاته، وفي مراجعته لمنهج حياته، وفوائد كثيرة، أحدها في احساس الانسان بحال من هو أضعف منه حالاً، حين يحس بلسعة الجوع وهي تقرصه، فيستشعر ما يصيب الفقراء من الجوع ويحس بما يتوجب عليه تجاههم فرداً ومجتمعاً.
وربما كان الجوع بصورة عامة في مجتمعاتنا غير حاصل للفقراء الا في حالات يفترض ندرتها، الا أن الحاجة لكثير من متطلبات الحياة موجودة وتتطلب حراكاً من المجتمع لرفع المستوى المادي لهم وسد هذه الحاجات الماسة في الملبس والمسكن والعلاج والتعليم والزواج.
سد هذه الحاجات ممكن بما يتوافر من موارد مادية يملكها المجتمع، الا أن المعضلة التي تقف عائقاً أكبر هي معرفة المحتاجين خصوصاً وكثير منهم يسترهم تعففهم عن أن تعرف احتياجاتهم فيحصلوا على العون الذي يحتاجونه.
في مثل هذا الشهر الكريم، يتوجب على المسلم، بصورة أكبر، أن يتلمس حاجات أخيه ويسعى الى مساعدته بما أوتي من قدرات مادية ومعنوية ليستفيد المجتمع المسلم قدر الامكان من حالة الصفاء النفسي والروحي بأعلى مستوياتها التي قد تتوفر في هذا الشهر دون غيره وبصورة أكبر.
اليوم توجد مؤسسات عدة لمساعدة ذوي الحاجة ولكنها مهما تمكنت فانها تحتاج دوماً للوصول الى المتعففين، وذلك يتم في أفضل صوره عبر ارشادها الى ذوي الحاجة الذين لم يتمكنوا لسبب من أسباب نقص المعلومات عندهم أو حولهم من الحصول على المساعدة.
بامكان الجمعيات الخيرية القيام بالأنشطة البحثية اذا تمكنت من الحصول على مساعدة الأهالي في ايصال معلومات حول النماذج التالية: أسر ذات عدد كبير من الأفراد، أسر لديها أفراد من أصحاب الاحتياجات الخاصة، أشخاص من أصحاب المديونيات، أشخاص فقدوا أعمالهم لسبب أو آخر.
كلما توفرت معلومات من هذا القبيل كان بالامكان ارشاد الجمعيات الى حالات مستحقة للمساعدة، وهنا نتمنى على الأهالي التواصل بشكل أكبر والابلاغ عن حاجات لحالات ترفض التقدم بالطلب بينما هي في أمس الحاجة دون أن ترى.
كل عام وأنتم بخير، أعاننا الله واياكم على اتمام الصيام والقيام وتقبل طاعاتنا جميعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق