الاثنين، 30 أغسطس 2010

الإمام علي بن أبي طالب حاكماً

      








  تمرّ بنا هذه الأيام ذكرى استشهاد رابع الخلفاء الراشدين للدولة الإسلامية الأولى، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وما كان لنا أن نفوت مثل هذه الفرصة، لنستلهم من سيرته العطرة كل تلك القيم العليا التي عاش (ع) واستشهد في سبيلها، قيم دين الإسلام الحنيف الذي كان أول من حمل راية الدعوة إليه مع ابن عمه وأخيه المصلح الأهم في تاريخ البشرية النبي محمد (ص). لقد كان علي أول من آمن بهذا الدين، وأعظم من جاهد في سبيله، وأول من فدى وذب عن رسول الإسلام، وكان باب مدينة العلم، وحامل الراية يوم خيبر، ومن سدت جميع الأبواب الشارعة في المسجد إلا بابه. وكان الصهر للنبي (ص) ووالد سبطيه، وأقضى المسلمين وأعدلهم وأشجعهم، ولم يرد في الفضل لمسلمٍ ما ورد له.

إلا أنني في هذه العجالة، لا أحتاج إلى التعريف بكل هذا وغيره، وإنما أتعرض تعرضاً بسيطاً للجوانب التي وردت في تقرير الأمم المتحدة لعام 2002 للتنمية البشرية والموجه للدول العربية، على أنني وللأمانة لست أول من يتكلم عن موضوع هذا التقرير في الصحف العربية، فتقرير بهذا الوزن يتكلم عن شخصية بهذا الوزن لا يعقل أن أكون سابقاً إليه خصوصاً مع كون التقرير صادراً منذ عام 2002.

ترد أقوال علي (ع) في هذا التقرير في جدولين توضيحيين أحدهما في الصفحة 82 عن العلم والعمل. ثم يرد جدول آخر في الصفحة 107 بخصوص الحكم الرشيد، وهو باب الشاهد في موضوعنا، وأورد هنا أبرز النقاط كما وردت في هذا الجدول باللغة الإنجليزية التي هي أساساً مترجمة عن كلمات أمير المؤمنين في كتاب نهج البلاغة:

- من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم.

- ليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج (الضرائب)؛ لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة خرب البلاد وأهلك العباد ولم يستقم أمره إلا قليلا.

- لا خير في السكوت عن الحق كما أنه لا خير في القول الباطل.

- اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق به الأمور ولا تمحكه الخصوم ولا يتمادى في الزلة ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه. وأوقفهم في الشبهات وآخذهم بالحجج وأقلهم تبرماً بمراجعة الخصم وأصبرهم على تكشف الأمور وأصرمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه إطراء ولا يستميله إغراء وأولئك قليل.

إن الكلام عن الحكم الرشيد، كثيراً ما يتبادر منه الذهن إلى الكلام عن رأس السلطة، وإن كان الحكم الرشيد ليس معنياً بالحاكم وحسب، فهو يتعلق كذلك بممارسات الأشخاص الذين يتم توليتهم مناصب سياسية تؤثر في حياة الناس وتمس مصالحهم؛ لأن التفويض لا يلغي المسؤولية الأساسية. وهذا الجانب قد أشارت إليه النقطة الأخيرة من الاقتباس من أن هناك مواصفات معينة يرى نموذج الإمام علي ضرورة توافرها في الشخصيات القيادية لتمثل الحاكم خير تمثيل في رعيته.

والمتتبع لآثار أمير المؤمنين كحاكم يجده يبدأ كل عامل له على إقليم بمكاتبته، وإعطائه تعليماته، يأمر هذا بالأمانة ويوصي ذاك بالرفق بالرعية ويطلب من الآخر الاقتصاد والتواضع. وهذا شأن كل من يولي إنساناً مسؤولية جسيمة، يبصره بجوانبها ويوصيه فيما يرى من صلاحها. يذكر في نفس السياق ما ينقل عن كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة قوله: “قول علي بن أبي طالب يا مالك إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية”، ومالك هو مالك الأشتر أحد أهم قيادات الجند في جيش أمير المؤمنين، وعامله على مصر.

على الرغم من كون علي بن أبي طالب صاحب هذه الشخصية المركزية، التي تهلك بعض الفرق الإسلامية فيها بين “محب غالٍ ومبغضٍ قالٍ”، وعلى رغم شهادة الجميع له بالفضل في كل الميادين إلا أنه قال لما دعاه الناس ليبايعوه كلمة هي مدعاة للكثير من التأمل، خصوصاً لإنسان بمكانة وأهمية وفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال في ذلك اليوم: “وأنا لكم وزيرًا خيرٌ لكم مني أميرًا”.

وللحديث بقية...

حرق المصاحف


      









    يطل علينا في أيام عيد الفطر المقبل رجل أمريكي نصراني، ليعلن للعالم أجمع مناسبة جديدة وهي مناسبة حرق المصحف الشريف في نفس الفترة من كل عام. الرجل بالطبع جعل هذه الذكرى السنوية هي الحادي عشر من سبتمبر من كل عام، مناسبة ليبين للعالم مدى شناعة الدين الإسلامي، وشناعة كتابه الذي يدعو إلى الجهاد، وحيث إنه وحسب كلامه، كتاب يؤدي إلى العنف وإلى جهنم ولذلك لا بد من حرقه.
الرجل يدعى تيري جونز ويشرف على كنيسة محلية في فلوريدا تسمى كنيسة اليمامة. شاهدت المقابلة المسجلة معه من قبل قناة سي إن إن، وكان المذيع ينهاه عما ينوي فعله، ويسأله لماذا تتحدى مشاعر 1.5 مليار إنسان مسلم حول العالم. فيجيب برعونة طفل أن من حقي أن أفعل ذلك، أرحب بالمسلمين في أمريكا ولكن سأحرق كتابهم!! يقوم الرجل هنا بربط عجيب بين القرآن الكريم وما حدث في أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر؛ لأنه وبحسب دعواه، لابد للمسيحيين والأمريكان عموماً من النهوض لمواجهة هذا الفكر المتشدد الذي أنتج أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ووجه التعجب من هذا الربط هو سببان، أولهما الربط بين تصرفات بعض المسلمين العدوانية الناجمة من فهمهم الخاطئ للقرآن وبين موقفه من القرآن نفسه دون أدنى محاولة لفهم القرآن فهماً صحيحاً، والثاني وصوله لنتيجة أن المسلمين هم بالفعل من نفذوا هذه الأحداث الغامضة.
طبعاً، لا اعتقد أنني أقول جديداً إذا قلت إن الكثير الكثير من المثقفين والمتابعين والسياسيين وعموم الناس حول العالم يعتقدون أن النخبة الحاكمة في أمريكا دخلت في عملية تآمرية لتدبير أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
بل بالإمكان بمجرد سؤال محرك البحث جوجل عن مدبر أحداث 11 سبتمبر أن يدل على عشرات المواقع بشتى اللغات، ومختلف السيناريوهات التي تتفق كثيراً مع بعضها في تحليل هذه الأحداث. وتشير في كل مرة إلى النخبة الحاكمة والمرتبطة بمشروع النظام العالمي الجديد، والشرق الأوسط الجديد، والفوضى البناءة، والحروب الصليبية الجديدة.
وربما كانت أسهل طريقة للبحث عن الجاني الحقيقي، هي البحث عن حامل القميص، كما في أغلب القصص التاريخية، من قصة يوسف والذئب إلى غيرها من القصص التي يغص بها التاريخ وتغص بأقمصة الذرائع الشهيرة، أو البحث عن أكبر منتفع من النتائج، فقد شاهدنا بعد تلك الأحداث أوسع تحركات عسكرية أمريكية في وقت واحد، فمن غزو أفغانستان بحجة الحرب على الإرهاب إلى غزو العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل، إلى تحديد محاور الشر حول العالم هي في الواقع دول تسبح خارج فلك المصالح الأمريكية. والمنتفع ولاشك في كل ذلك هو الهيمنة الأمريكية على العالم.
لقد كان الزمان كفيلاً بتبيين كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وكما شهدنا مؤخراً تحول الاتهامات حول مقتل الرئيس الحريري في لبنان التي كانت تشير إلى سوريا، إلى جهات أخرى سواء إسرائيل أو جهات استخباراتية أخرى.
السؤال هو: لماذا تتحرك نخب وفعاليات دينية وثقافية في نفس الاتجاه الذي تتحرك فيه النخب السياسية الأمريكية؟ ولماذا تدخل معركة ليست بالضرورة معركة دينية؟ والجواب أن السياسي في تحوله لعسكري يحتاج لصنع بروباغندا (مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص) تجعل الرأي العام متقبلاً وداعماً لتحركه العسكري، ويحول الآخر من كونه جهة مأمونة في نظر الرأي العام إلى جهة خطرة ومعادية ينبغي مواجهتها بالقوة.
أما مصلحة بعض هذه النخب فهي في كونها تملك أهدافاً إستراتيجية على المستوى الفكري والتي قد تتحقق من خلال هذا التحالف لضرب الآخر.
ولعل من أشهر الامثلة التاريخية على التحالف بين الديني والسياسي هو في فتنة خلق القرآن التي حدثت في زمن الدولة العباسية، التي كان هدف النخبة السياسية فيها إضعاف الأشاعرة، وكان هدف النخبة الدينية من المعتزلة الانتقام من خصومهم التقليديين وقمعهم.
من كل هذا نستنتج، أن هدف الرجل، ومن وراءه، من هذه الحملة الشعواء لحرق المصاحف هو تذكير الرأي العام بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وترسيخ هذه الحالة العدائية تجاه المسلمين في الأذهان وتجديد الاتهام للإسلام والاستفادة من ذلك إلى أقصى حد في تطويع الرأي العام ربما تمهيداً لمعارك جديدة في الشرق الاوسط تحديداً، وكأنه يريد أن يهتف لكل الأمة الأمريكية: “لكي لا ننسى”.

الأحد، 22 أغسطس 2010

مع السعداء

 




الأحد 22 أغسطس 2010

يقال إن “من سعادة المرء الدار الوسيعة، والمركوبة السريعة، والزوجة المطيعة”، ويقال أيضاً إن مما يبث السعادة في الإنسان هو “الماء والخضرة والوجه الحسن”، والكثير الكثير من المقولات، التي ترسم بعض خطوط خارطة الطريق نحو السعادة التي هي الهدف الأهم في هذه الحياة.
اقتنيت منذ فترة كتابا تحت اسم “مئة سر من أسرار السعداء” يلخص في فصوله المئة العدد نفسه من الطرق للإحساس بالسعادة بشكل دائم. وسأستعرض هنا بعض عناوين هذا الكتاب: تقبل نفسك بلا شروط. أشعر الآخرين بمدى أهميتهم بالنسبة إليك. لا داعي للخوف من التقدم في العمر. تطوع. اضحك. تناول بعض الفاكهة يوميا. استمتع بنوم عميق. ساعد الشخص الذي يحتاج مساعدة بسيطة. قم بزيارة جيرانك. استمتع بماهو عادي.
كل هذه عناوين جميلة، إلا أن أحد العناوين التي لم نذكرها أعلاه هو عنوان “كن حمامة سلام”:  “إذا كان أصدقاؤك أو أفراد أسرتك على خلاف، فإنك ستشعر بعدم سعادتهم، حاول ان تكون صوت العقل والمصالحة”.
كل مصالحة تحتاج عراباً، تحتاج حمامة سلام، ذلك أن طرفي الخلاف، وإن كانت الرابطة بينهما قوية، إلا أن تقبل أحدهما ليكون البادئ بالسلام شيء صعب، يعتبره كل منهما غالباً انتقاصاً من كرامته. ولذا صار لزاماً أن يتدخل عرابٌ ما، شخص مقبول ومحترم لدى الطرفين، ليقوض هذا الخلاف ويمسك بكفي الخصيمين ويصالحهما.
يقول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
يميناً لنعم السيدان وجدتما * على كل حالٍ من سحيلٍ ومبرمِ
تداركتما عبسا وذبيان بعدما * تفانوا ودقوا بينهم عطر منشمِ
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعاً* بمالٍ ومعروفٍ من القول نسلمِ
صحيح أن بعض الخلافات تزول وحدها فيما بعد، أو تنتهي بانتهاء أسبابها، إلا أن هناك بعض الخلافات لا يمكن أن تزول مادام كلا الطرفين مصراً على وجهة نظره. هنا لا بد من الآتي:
  بدء مراسلات بين الطرفين عن طريق الوسيط أو العراب.
  التأكد من وجود القابلية للمصالحة في الوقت الحالي.
  عند عدم وجود القابلية سواء النفسية أو المادية، لأنه أحياناً تكون بعض الظروف الموضوعية للخلاف مانعاً من تصالح مقبل، وهذا ما يسمى بـ”حفظ ماء الوجه”. يجب الاتفاق على ما يمكن عمله لخلق هذه القابلية، وإزالة الموانع بما يحفظ لكل طرف حقوقه وكرامته.
  إيجاد طاولة مشتركة ينتهي عليها الخلاف مع وضع جدول للقاءات مشتركة مستقبلية.
في مثل هذه الأوقات يجب التأكد أن الأجواء المحيطة إيجابية. ويجب أن يكون المشاركون في العملية على مستوى من المسؤولية والوعي بخصوصية هذه الأجواء، أو بمعنى آخر يجب على الجميع أن يقول خيراً أو يصمت.
على أن من يتصدى لمثل هذا الدور ويكون وسيطاً في مصالحة أو “حمامة سلام” كما سماه الكتاب، يجب أن:
  يكون مستعداً ومتهيئاً نفسياً لما يمكن أن يلاقيه من صدود أو تعنيف أو عدم تقدير في كثير من الأحيان. وربما كانت هذه العوامل التي تنفر من القيام بهذا الدور سبباً لكون “إصلاح ذات البين” من أكثر أعمال البر ثواباً وأعظمها أجرا.
  يكون مركزه الاجتماعي أو مكانته عند الطرفين تكفل له القيام بهذا الأمر بحيث تكون له الكلمة المسموعة عندهما.
  يملك من الفطنة والحصافة ما يمكنه من القيام بهذا الدور بالشكل الصحيح.
  يتأكد أن خطوات إزالة الفتنة بلا عودة قد تمت بشكل كامل، وأن جميع أسباب الخلاف قد عولجت.
  يكون قد مضى من الوقت ما يكفل خمود جذوة الخلاف مما يسهل حل هذا الخلاف وإجراء المصالحة.
نتذكر هنا الحديث المروي عن أشرف الخلق محمد (ص): “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة”، قيل: بلى، قال (ص): “إصلاح ذات البين”.
على أن الكتاب ولا شك، كان يشير في كلامه المقتضب عن حمامة السلام إلى السعادة النفسية الناجمة من القيام بهذا الدور، إلا أنه لا مانع مطلقاً من الجمع بين سعادة الدنيا وثواب الآخرة كما اظن.
وكما يجتمعان في العبارة الآتية. أتمنى لكم صوماً مقبولاً وإفطاراً هنيئاً...

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

رمضانيات









الأربعاء 18 أغسطس 2010


في هذا الشهر الكريم، شهر التوبة والمغفرة، شهرالرحمات والبركات، شهر القرآن وشهر العبادة، يميل الجميع إلى الابتعاد عن المماحكات، لأن من صام صامت جوارحه، وليكن للجميع من صيامهم اكثر من الجوع والعطش. خصوصاً والنفوس خالية من الشحناء، ومتوجهة للعبادة، والنيات الحسنة حاضرة لتقبل النصح ومحاسبة النفس، والحصول على أقصى استفادة روحية من هذا الشهر. فإن الشقي من حرم الغفران في هذا الشهر الكريم.
ولكن يظل للمقالات في الشهر الفضيل طابع مختلف، هو طابع هذا الشهر بكل متعلقاته. ومن هنا كانت نوافذ مقالنا بأسماء هذه المتعلقات.
أعمال البر
لأعمال البر في هذا الشهر مساحة كبرى، فهو شهر البر في السنة كلها. إذ تتركز التبرعات والصدقات السنوية والحقوق الشرعية للسنة كلها في هذا الشهر. كثير من موارد الصناديق والمبرات الخيرية تأتي من تبرعات هذا الشهر، وأكثر نفقاتها وبرامجها تحصل في هذا الشهر. فمن السلال الخيرية الرمضانية، ومشاريع إفطار الصائمين، إلى كسوة العيد، هي كلها ضمن المشاريع المرتبطة بالشهر الفضيل.
هي فرصة لنا هنا لدعم أعمال الخير والبر والمشاركة في إنجاح النشاطات التطوعية والدعم بالوقت والمال والجهد.
إن المستوى الحالي من المساهمة الفاعلة من الأفراد والشركات في أمثال هذه الحملات، لهو من الأمور التي تثلج الصدر، وتبعث إحساساً بالتفاؤل. فما زالت الدنيا بخير مادام الغني يحس بحاجة الفقير، ومادام المجتمع متكافلاً ومتعاوناً في سراءه وضراءه. وحقيقة، كل التقدير للمؤسسات والشركات والبنوك والأفراد الداعمين للحملات الخيرية في شهر رمضان المبارك والذين يثبتون كل يوم تحملهم للمسؤولية الاجتماعية المناطة بهم، عسى أن يكون ذلك كله ثقلاً في ميزان حسناتهم، وثواباً جارياً لسنة لا تنقطع.
شهر القرآن
هذا الشهر الذي هو ربيع القرآن، تفتح فيه مجالس الذكر الحكيم لاستقبال الناس في صورة تمثل بالفعل ربيع القرآن وكأن كل مجلس زهرة تتفتح بالآيات. هذه المجالس، ينبغي أن يتم التركيز في حضورها والقيام بها على صغار السن.
إن تشجيعهم على حضور المجالس وتعلم التلاوة، لهو الاستفادة الأمثل من هذه المجالس. من ذلك تعلمهم للتلاوة، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وفرصة طيبة لانفتاحهم على قراهم ومجتمعاتهم. إن هذه الشريحة هي الأهم، أتيحوا لهم الفرص، واكسروا حاجز الخجل غير المبرر لديهم، وادفعوهم للمشاركة في كل محفل من هذه المحافل، وكل مجلس من هذه المجالس. كثير من الناس شبوا وربما شابوا وهم يفتقدون أساسيات تلاوة القرآن، ومن أسباب ذلك عدم الاستفادة من السبل المتوافرة لهم لتنمية ذواتهم في الصغر.
وكنا نتمنى كذلك أن يكون لوزارة الإعلام نشاط مكثف، وبرامج تغطي المجالس القرآنية الرمضانية في القرى والمدن. كما نتمنى لو تكون هناك في هذا الشهر، مسابقات للحفظ والتلاوة بجوائز قيمة وتغطية متميزة بحق - مثل تميز الآخرين - وبرعاية من مؤسسات الدولة المعنية سواء من وزارة التربية والتعليم أو وزارة الشؤون الإسلامية.
مسلسلات رمضان ومجلس النواب
لا شك أن مما يتميز به شهر رمضان المبارك، الإنتاج التلفزيوني الضخم، والأعداد الهائلة من المسلسلات والبرامج والتي تعد وتنتج بالعشرات لتعرض في هذه المساحة الزمنية، وكأن الصائم ليس عنده إلا مشاهدة برامج التلفاز! في نفس السياق نقطة استرعت انتباهي هذا العام، فقبل عرض المسلسلات في تلفزيون البحرين، تلفزيون العائلة العربية “نور ومحبة”. تظهر على الشاشة أسماء الرعاة الرسميين لعرض المسلسل، وكانت لحظة ذهول، حين فوجئت أن الراعي الرسمي لأحد المسلسلات هو الأمانة العامة لمجلس النواب. نعم، كنت أتوقع أن بعض المؤسسات الرسمية تقوم برعاية برامج أخرى غير المسلسلات. فهناك شروط معينة نتوقع توافرها في البرامج التي تتم رعايتها من مؤسسات الدولة. وكذلك هناك شروط للرعاة من ضمن الجهات الحكومية. نتوقع أن يكون الراعي من بين الجهات الرسمية جهة تحتاج إلى الإعلان ودعوة الجمهور للتفاعل مع أنشطتها والتعرف إلى خدماتها مثل الحكومة الإلكترونية أو إدارة التثقيف الصحي أو إدارة ترشيد استهلاك الكهرباء أو هيئة إصلاح سوق العمل.
ما لمجلس النواب والمسلسلات؟ هناك احتمال أن تأنيب الضمير يجعل الأمانة العامة التي تعودنا على انتاجها المتمثل في جلسات النواب تحاول تعويضنا في الفراغ المتمثل في إجازة النواب بمسلسلات أخرى. هناك احتمال أن الباقي من ميزانية السنوات الأربع للأمانة العامة لم يتم استهلاكه، وخوفاً من أن يتم انقاص الميزانية في الدور القادم، تم صرفها على الإنتاج التلفزيوني. ولعل حالة الإحباط المتزايد لدى الناس من أداء المجلس والمرتبط بأداء النواب أنفسهم، لعل هذا الإحباط يختفي أو على الأقل لا يؤثر على الأمانة العامة التي تهتم بالجماهير وتصرف على مسلسلاتهم. نوابنا الأكارم، أرجو أن لا يكون مجلسكم المكان المنزه عن المساءلة، فيقال يوماً “الإسكافي حافي أو باب النجار مخلوع” ومتابعة هنيئة للمسلسل.

الأحد، 15 أغسطس 2010

الأصالة والتميز في الخطاب: الشيخ حسن زين الدين نموذجًا

 














الأحد 15 أغسطس 2010

هاهو شهر رمضان يعود إلينا في هذا العام، حاملاً معه كل خير ويمن وبركة. شهر الصيام هو، وشهر للتراحم، وشهر لتلاوة القرآن، وقبل ذلك كله، شهر للورع عن المحرمات. وكما يحمل معه التواصل بين الاهل والأقارب في حميمية خاصة بشهر الصيام، فإنه يحمل معه موسماً ثقافياً هائلاً بين دروس القرآن ومجالس الذكر والمحاضرات اليومية من أول ليلة في الشهر مروراً بذكرى استشهاد أمير المؤمنين (ع) في لياليها الثلاث ووقوفًا مع روحانية ليلة القدر إلى وداع الشهر الفضيل في ليلة الختم.
وكل تلك المحطات العظيمة، والمحافل العامرة في الشهر الفضيل تبرز فيها الخطابة لتصل إلى درجة تكون فيها إحدى سماتها، ما يجعلنا نفتش عن نماذج شامخة في الخطابة.
ويمثل المرحوم الشيخ حسن زين الدين أحد أعمدة الخطابة في البحرين والمنطقة في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث امتد عطاؤه زهاء خمسة وستين عاماً منذ احترافه الخطابة في 1940 حتى انتقاله للملكوت الأعلى في عام 2005. والمقال هنا ليس تأبينياً ولا توثيقياً لرحلة حياة الرجل المديدة والحافلة في المجال الخطابي، أو لتجربته السياسية في المجلس التأسيسي وما بعده. على أن الوقت قد فات للتحسر على عدم تدوين شهادته على العصر في شكل كتاب أو مذكرات أو سلسلة مقابلات، وللحقبة المهمة التي عاشها، التي هي فترة تأسيس البحرين الحديثة.
ومما لا شك فيه، أن الخطابة في وقتنا الحالي في البحرين، رغم حضور العديد من الأسماء اللامعة فيها التي لا يتسع المجال لذكرها، إلا أنها –أي الخطابة- لا تعيش عصرها الذهبي، بعد ارتحال أكثر قاماتها أو اعتزالهم بعد طول العطاء لأسباب صحية.
ولعل هذا من الدوافع للكلام عن مميزات أسلوب الشيخ الراحل في الخطابة، التي هي في الغالب من مشتركات ما يمكن تسميته بالعصر الذهبي للخطابة، الذي كان هو أحد أبرز أسمائه على المستوى المحلي على الاقل؛ إذ إن استحضار هذه المميزات والخصائص الأسلوبية كخطوة أولى، يؤسس لاستمرار هذه الثقافة وهذا اللون الفني بمقاييس الجودة ذاتها بما يكفل حداً أدنى من التميز، تتمكن الأجيال التالية من المحافظة عليه والإضافة إليه في موازنة بين المبادئ الأساسية لهذا المجال والتطورات التي تطرأ في السنوات اللاحقة.
وفي قراءة نقدية مختصرة، من خلال استماعي المحدود لخطابه، على أن ذلك لم يكن في أوج عطائه وتميزه، ربما أمكنني تلخيص ما أمكنني استخلاصه من مميزات هذا الخطاب فيما يأتي:
- الخطاب المفهوم وغير المتعالي ومراعاة تفاوت المستوى الثقافي للمستمعين ومخاطبتهم على قدر عقولهم.
- التكامل في أركان المحاضرة التقليدية من القصيد والحديث والنعي.
- قوة حضوره وسيطرته على انتباه المستمعين، وتوزيع النظرات عليهم بالتساوي وكأنه يخاطب كلاً منهم.
- التركيز على السيرة ونقل الحوادث التاريخية والالتزام بنص الرواية بقدر الإمكان.
- يتميز السرد لديه بالعامل التصويري الذي ينقل المستمع إلى موقع الحدث.
- تبتعد خطاباته عن الكلام عن المنامات أو الأمور التخيلية والروايات الضعيفة.
- تخلو خطاباته من الكلام في القضايا السياسية والحماس العاطفي المفرغ من المضمون.
- يبتعد هذا الخطاب المحافظ عن الجدل والمسائل الخلافية بين المدارس المذهبية المختلفة.
- تتميز محاضراته بالوحدة الموضوعية، بما يجعل لكل محاضرة موضوعاً محدداً بالإضافة إلى الحديث عن المناسبة.
وعسى أن أكون لامست بعض جروح الخطابة لدينا بسرد تلك المميزات، واللبيب بالإشارة يفهم. ولا يفوتني أن أتمنى لكم صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً في هذا الشهر الكريم، وكل عام وأنتم بخير.

الأربعاء، 4 أغسطس 2010

جدل في المسلمات













الأربعاء 4 أغسطس 2010

قد تتساءلون عن إمكانية هذا العنوان، هل من الممكن أن يكون هناك جدل في المسلمات؟
ولي هنا أن أضع لكم من التفريعات بقدر ما أشتهي وتشتهون، فأعمق الخلافات وأصعبها حلاً، يقع للأسف في هذه الزاوية. أجدني هنا أتكلم عن نوعين من المسلمات، نوع وضعته القوانين، وصار مسلماً به، وغير قابل للجدال وكأنه قرآن منزل، رغم أنه يفتقر إلى العدالة، و نوع آخر تضمنه الدستور إلا أنه ظل محلاً للجدل الدائم، رغم أنه لا يفترض أن يختلف عليه اثنان، لأنه قد يكون قرآنا منزلا بالفعل.
ولقائل أن يقول إن ما أسميه أنا بالمسلمات، ليس كذلك، ويحيلنا إلى نسبية الأمور، وأن ما أراه صواباً يراه هو خطأ، والعكس بالعكس. وهنا يتوجب علي أمران، على المستوى النظري أطلب منه بعض القراءة في نظريات الأخلاق والحقوق، النسبية والمطلقة، ليرجع لي برؤية واضحة في هذا الباب، لأنه بدون سد هذا الباب يبقى النقاش عقيماً.
أما على المستوى العملي فمن حقه علي أن أطرح بعض الأمثلة التي توضح القصد وتجعله يقف معي على مسافة واحدة ليسلم بماهو مسلم به من المسلمات أو ليخبرني بمسلماته المتسالم عليها. لأن مالا تسلم به عقولنا مجتمعين، لا يبقى من المسلمات.
بعيداً عن الصيغ الصرفية لكلمة المسلمات، أو التقارب في الجذر اللغوي مع كلمة إسلام، فإن من أعقد القضايا التي تواجه تجربتنا التشريعية والرقابية، مشكلة توزيع الدوائر الانتخابية. فالدستور يفترض أن المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، إلا أن الوضع القائم حالياً، يجعل أصوات الناخبين في درجة خمس أو سبع نجوم، وإخوانهم في مناطق أخرى ضمن درجة النجمة اليتيمة. ذلك أن من الدوائر ما تحوي ما يربو على خمسة عشر ألف ناخب، وأخرى تحوي ألفاً أو ألفين. لماذا هذا التقسيم، و هل بالضرورة أن يكون لكل محافظة عشرة نواب؟ نخرج هنا من المساواة بين المواطنين إلى المساواة بين المحافظات في التمثيل النيابي. هذا هو مثالي على المسلمات من النوع الأول و التي جعل منها التشريع مسلمات رغم كونها تحتاج إعادة النظر.
أما المسلمات من النوع الثاني فهو الخلاف الحاضر الغائب على مصادر التشريع. يقول دستور مملكة البحرين أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع. و نجد أحياناً وقوع التذمر على أشده في كون تشريع ما أخذ صيغة متشددة (بمعنى متوافقة مع الشريعة) بسبب تركيبة المجلس التي يغلب عليها الإسلاميون. وينسى المدافعون والمنتقدون أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد المذكور بالاسم في دستور مملكتنا الحبيبة. قضية منع المشروبات الكحولية تقع ضمن هذا النطاق، و كان الأحرى بالمتبرمين من الموضوع بدلا من انتقاد النواب أن ينتقدوا الدستور في هذه الناحية حيث فضل الإسلام كمصدر للتشريع، أو أحرى أن الإسلام كان نوعاً ما متشدداً في هذه الناحية.
نقطة من نافلة القول الإشارة إليها لكي لا يكون الكلام فضفاضاً أو ساذجاً. وهو أنه يبقى عذرٌ لكل المختلفين في تفسير نصٍ ما للوصول إلى المقصود من النص. فكثيراً ما يغير مكان الفاصلة أو النقطة أو العبارة معنى نصٍ بأكمله فيصير عكس المعنى الأول تماماً. و هنا نرى الباحثين يحاولون جلب القرائن و يحاولون فهم الظروف الزمانية والمكانية لصدور النص، فإن المعنى المراد بالنص هو ما تريد جميع الأطراف الوصول إليه، لا ما يفهمه كل طرف منه.
نتفهم هذه الاختلافات بين المؤرخين أو الباحثين في نصوص لم يعيشوا في زمن صدورها. و لكن لا معنى لأن نسيء فهم نصوص معاصرة، يفترض بها أن تكون أوضح الواضحات، إلا أن يكون المعنى في قلب الشاعر.

الأحد، 1 أغسطس 2010

لن أعيش في جلباب أبي
















الأحد 01 أغسطس 2010

عوداً على مقال “ذهول التنوع”، والذي ذكرتُ فيه بعض دوافع تبني منطلق التغيير من أجل التغيير. قلتُ وحينها إن أحد أهم هذه الدوافع ينبع من عدم وجود إيمان كافٍ بقيمة المخزون الثقافي الموروث. ولا غرابة، إذ إن من طبيعة البشر دوماً أن يروا الجانب الآخر من السياج أكثر اخضراراً، ومن طبيعتهم الفطرية أيضاً البحث الدائم عن الكمال، ولعلهم لذلك قد جبلوا على أن يروا مزايا ما لا يملكون وعيوب ما يملكون؛ ليواصلوا بحثهم الدؤوب عن الكمال.
أعود هنا لأقول إنه لا عيب في الاطلاع على تجارب الآخرين وفهمها، ولكن الاستعجال في تبنيها دون فهم صحيح لمحتواها والفلسفة التي تقوم عليها ونتائجها أمر غير محمود العواقب، خصوصاً أن مع اختلاف تركيبة مجتمع عن الآخر، في قيمه وديانته وعادات شعبه، يصبح نقل بعض التجارب والقناعات غير ممكن، إلا مع نسف هذه القيم السائدة.
سأذكر هنا مثالين واضحين للضعف في الدفاع عن قيم المجتمع والانجرار إلى قيم من الخارج، وربما كان الحماس لتبني التجربة أكثر من حماس أصحابها الأصليين. إلا أنني أؤكد أنني أترك للقارئ إضافة عوامل نفسية وفكرية وسياسية أخرى سببت التغيير تضاف إلى عامل الانبهار الناشئ من عدم وجود توازن في المخزون الثقافي الذي أسلط عليه الضوء هنا.

المثال الأول
في عام 1980 أصدر الرئيس التونسي بورقيبة القانون 108، والذي يقضي بمنع ارتداء الحجاب. كان هذا سابقة فجة في العالم الإسلامي، لم يسبق إليها إلا كمال أتاتورك الناقم على الإسلام والدولة العثمانية في تركيا، ولعل المضحك المبكي هو ما ينقل من تبرير بورقيبة للقرار، فإن المنقول قوله إن الحجاب زي طائفي يؤدي إلى انقسام المجتمع!!
وهذا الكلام مستغرب خصوصاً إذا علمنا أن المسلمين كانوا يمثلون 98 % من عدد السكان في ذلك الوقت.
وإن الاستغراب الأكبر من كون أمثال هذه القوانين تسن في دولة مسلمة، بينما حتى الدول غير المسلمة لم تصل إلى هذا الحد من العداء للمظاهر الإسلامية، إلا بصور فردية أمثال قضية المرحومة مروة الشربيني في ألمانيا، حيث قتلت بيد متطرف ألماني لأسباب عنصرية. خصوصاً مع كون أمثال هذه التشريعات تلغي أبسط قواعد الحرية الشخصية التي تتفاخر دول الغرب بحمايتها وكفالتها لكل فرد على أراضيها، وتدعي سعيها لتكون حقاً مكفولاً لكل سكان الأرض.

المثال الثاني
ما بين عامي 1920 و1933 كان الدستور الأمريكي بنسخته الثامنة عشرة يحظر بيع الكحول وصناعتها ونقلها لأغراض الاستهلاك. ونجحت هذه التجربة في التقليل من استهلاك الخمور بشكل كبير حتى مارس 1933.
إلا أن الكساد العظيم في العام نفسه والإحباطات الشعبية المرتبطة به دفعت بالرئيس روزفلت للسماح ببيع بعض أنواع المشروبات الكحولية؛ إثر تزايد الاعتراضات على هذه القانون، ولأن الإدارة الأمريكية احتاجت أن تقوم بأي حركة تخفف الضغط عليها. وفي نهاية العام نفسه صدرت النسخة الحادية والعشرين من الدستور، والتي ألغت قرار المنع نهائياً.
في السياق نفسه، لو تابعنا الجدل الذي دار في عام 2010 في البحرين حول مشروع بقانون لمنع الخمور، لوجدنا أن كثيراً من أصوات الكتَّاب والاقتصاديين تعالت لإيقاف مثل هذا المشروع من التحقق على أرض الواقع.
الكتاب كانوا ينطلقون من منطلقات “وهْم الحرية الشخصية”، وكأن منع الخمور في البحرين سيقصم ظهر حرية المواطنين الشخصية، ويعتبرون أن هذه بداية لوضع تشريعات أخرى نابعة من الشريعة الإسلامية، واستخدم بعضهم كلمات مثل “طالبان، كابل، طورا بورا” لوصف مستقبل البلاد.
حدث هذا على الرغم من أن التشريع تم عن طريق نواب البرلمان وفي إجماع تاريخي كان من المستغرب تجاهله في العقد الأول للتجربة التشريعية في البحرين، وكأن ماعدا هذه الأصوات “المتنورة” يمثل التشدد!!
بينما كانت دعوى بعض التجار أن مثل هذا القانون سيدمر الاقتصاد البحريني، وكأنهم يجهلون تركيبة الناتج المحلي البحريني الذي قوامه النفط والصناعة.
أتساءل هنا حقيقة، هل كتَّابنا “المتنورون” انبهروا لهذه الدرجة بالنموذج الغربي أم أن لديهم أسباباً أخرى؟