الأربعاء، 18 أغسطس 2010

رمضانيات









الأربعاء 18 أغسطس 2010


في هذا الشهر الكريم، شهر التوبة والمغفرة، شهرالرحمات والبركات، شهر القرآن وشهر العبادة، يميل الجميع إلى الابتعاد عن المماحكات، لأن من صام صامت جوارحه، وليكن للجميع من صيامهم اكثر من الجوع والعطش. خصوصاً والنفوس خالية من الشحناء، ومتوجهة للعبادة، والنيات الحسنة حاضرة لتقبل النصح ومحاسبة النفس، والحصول على أقصى استفادة روحية من هذا الشهر. فإن الشقي من حرم الغفران في هذا الشهر الكريم.
ولكن يظل للمقالات في الشهر الفضيل طابع مختلف، هو طابع هذا الشهر بكل متعلقاته. ومن هنا كانت نوافذ مقالنا بأسماء هذه المتعلقات.
أعمال البر
لأعمال البر في هذا الشهر مساحة كبرى، فهو شهر البر في السنة كلها. إذ تتركز التبرعات والصدقات السنوية والحقوق الشرعية للسنة كلها في هذا الشهر. كثير من موارد الصناديق والمبرات الخيرية تأتي من تبرعات هذا الشهر، وأكثر نفقاتها وبرامجها تحصل في هذا الشهر. فمن السلال الخيرية الرمضانية، ومشاريع إفطار الصائمين، إلى كسوة العيد، هي كلها ضمن المشاريع المرتبطة بالشهر الفضيل.
هي فرصة لنا هنا لدعم أعمال الخير والبر والمشاركة في إنجاح النشاطات التطوعية والدعم بالوقت والمال والجهد.
إن المستوى الحالي من المساهمة الفاعلة من الأفراد والشركات في أمثال هذه الحملات، لهو من الأمور التي تثلج الصدر، وتبعث إحساساً بالتفاؤل. فما زالت الدنيا بخير مادام الغني يحس بحاجة الفقير، ومادام المجتمع متكافلاً ومتعاوناً في سراءه وضراءه. وحقيقة، كل التقدير للمؤسسات والشركات والبنوك والأفراد الداعمين للحملات الخيرية في شهر رمضان المبارك والذين يثبتون كل يوم تحملهم للمسؤولية الاجتماعية المناطة بهم، عسى أن يكون ذلك كله ثقلاً في ميزان حسناتهم، وثواباً جارياً لسنة لا تنقطع.
شهر القرآن
هذا الشهر الذي هو ربيع القرآن، تفتح فيه مجالس الذكر الحكيم لاستقبال الناس في صورة تمثل بالفعل ربيع القرآن وكأن كل مجلس زهرة تتفتح بالآيات. هذه المجالس، ينبغي أن يتم التركيز في حضورها والقيام بها على صغار السن.
إن تشجيعهم على حضور المجالس وتعلم التلاوة، لهو الاستفادة الأمثل من هذه المجالس. من ذلك تعلمهم للتلاوة، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وفرصة طيبة لانفتاحهم على قراهم ومجتمعاتهم. إن هذه الشريحة هي الأهم، أتيحوا لهم الفرص، واكسروا حاجز الخجل غير المبرر لديهم، وادفعوهم للمشاركة في كل محفل من هذه المحافل، وكل مجلس من هذه المجالس. كثير من الناس شبوا وربما شابوا وهم يفتقدون أساسيات تلاوة القرآن، ومن أسباب ذلك عدم الاستفادة من السبل المتوافرة لهم لتنمية ذواتهم في الصغر.
وكنا نتمنى كذلك أن يكون لوزارة الإعلام نشاط مكثف، وبرامج تغطي المجالس القرآنية الرمضانية في القرى والمدن. كما نتمنى لو تكون هناك في هذا الشهر، مسابقات للحفظ والتلاوة بجوائز قيمة وتغطية متميزة بحق - مثل تميز الآخرين - وبرعاية من مؤسسات الدولة المعنية سواء من وزارة التربية والتعليم أو وزارة الشؤون الإسلامية.
مسلسلات رمضان ومجلس النواب
لا شك أن مما يتميز به شهر رمضان المبارك، الإنتاج التلفزيوني الضخم، والأعداد الهائلة من المسلسلات والبرامج والتي تعد وتنتج بالعشرات لتعرض في هذه المساحة الزمنية، وكأن الصائم ليس عنده إلا مشاهدة برامج التلفاز! في نفس السياق نقطة استرعت انتباهي هذا العام، فقبل عرض المسلسلات في تلفزيون البحرين، تلفزيون العائلة العربية “نور ومحبة”. تظهر على الشاشة أسماء الرعاة الرسميين لعرض المسلسل، وكانت لحظة ذهول، حين فوجئت أن الراعي الرسمي لأحد المسلسلات هو الأمانة العامة لمجلس النواب. نعم، كنت أتوقع أن بعض المؤسسات الرسمية تقوم برعاية برامج أخرى غير المسلسلات. فهناك شروط معينة نتوقع توافرها في البرامج التي تتم رعايتها من مؤسسات الدولة. وكذلك هناك شروط للرعاة من ضمن الجهات الحكومية. نتوقع أن يكون الراعي من بين الجهات الرسمية جهة تحتاج إلى الإعلان ودعوة الجمهور للتفاعل مع أنشطتها والتعرف إلى خدماتها مثل الحكومة الإلكترونية أو إدارة التثقيف الصحي أو إدارة ترشيد استهلاك الكهرباء أو هيئة إصلاح سوق العمل.
ما لمجلس النواب والمسلسلات؟ هناك احتمال أن تأنيب الضمير يجعل الأمانة العامة التي تعودنا على انتاجها المتمثل في جلسات النواب تحاول تعويضنا في الفراغ المتمثل في إجازة النواب بمسلسلات أخرى. هناك احتمال أن الباقي من ميزانية السنوات الأربع للأمانة العامة لم يتم استهلاكه، وخوفاً من أن يتم انقاص الميزانية في الدور القادم، تم صرفها على الإنتاج التلفزيوني. ولعل حالة الإحباط المتزايد لدى الناس من أداء المجلس والمرتبط بأداء النواب أنفسهم، لعل هذا الإحباط يختفي أو على الأقل لا يؤثر على الأمانة العامة التي تهتم بالجماهير وتصرف على مسلسلاتهم. نوابنا الأكارم، أرجو أن لا يكون مجلسكم المكان المنزه عن المساءلة، فيقال يوماً “الإسكافي حافي أو باب النجار مخلوع” ومتابعة هنيئة للمسلسل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق