الأربعاء ٩ مايو ٢٠١٢
خبر غريب سمعته عن وزارة التربية والتعليم ولا أعلم سر التصرف المنسوب لوزارة التربية. منذ أكثر من أسبوع أعلن أنه قد أقيمت مسابقة في احدى المدارس الابتدائية، يرتدي كل طالب ثياب مهنة يختارها للمستقبل. وتنوعت الملابس بين المهن المختلفة، وكان من ضمن المتسابقين طالب اختار زي علماء الدين. ويبدو أن لجنة التحكيم قد اختارت من يلبس هذا الزي ليفوز بجائزة المسابقة. حتى هنا والخبر لا يعدو كونه خبراً عادياً حول نشاط مدرسي هادف. الا ان المثير في الموضوع ما قيل عن تحقيق أجرته الوزارة مع لجنة التحكيم للوقوف على أسباب اختيار هذا المتسابق بهذا الزي كفائز بالمركز الأول.
بالنسبة لي، فأنا لا أرى أي مشكلة في فوز هذا الطالب بالمركز الأول. فنحن ولله الحمد نعيش في بلد مسلم، يدعو للفضيلة، ويحث على طلب العلوم الدينية وغيرها. ومما لا شك فيه أن الدولة للترغيب في هذا المجال قد أقامت المعاهد الدينية، واهتمت بأن تشتمل مناهج التدريس في كل المراحل والسنوات على مواد التربية الاسلامية. هدف نبيل بلا شك أن يتم التشجيع على هذا المنحى، بحيث تزيد حصيلة طلبة العلوم الدينية من ذوي التحصيل العلمي المرتفع، بحيث يكون من يقوم بهذا الواجب أناسٌ يتمتعون بالوعي والاستعداد اللازمين لمثل هذا الطريق الصعب والذي يحتاج الى توطين النفس وتحمل المكاره وأن لا تأخذه في الله لومة لائم.
بل حتى اذا لم يوفق من كان يتمنى الوصول لهذا الطريق لسبب من الأسباب، نكون قد كسبنا أفراداً يحملون بداخلهم بذور طيبة من تشجيع المدرسة لهم في هذا التوجه، فيكونون أفراداً يخدمون دينهم ووطنهم عبر مستواهم الخلقي الرفيع الذي لا بد ان يترسخ ان كانوا حقاً يثمنون مثل هذا التخصص الهام والحيوي.
اليوم نجد الجامعات والمعاهد والمصارف تهتم بالاقتصاد الاسلامي، وبتدريس علوم متعلقة بفهم المجتمع المسلم بين لغة واقتصاد وعقائد. نعم، يهتمون بدراسة ثقافة المجتمع المسلم ومعرفة خصوصياته، لأن التسويق في مجتمع ما يستلزم التعرف على ثقافته.
مع هذا كله، نجد من المسلمين، ومن الوزارة التي يفترض أن تكون رائدة في نشر التسامح وفي زرع ثقافة الاعتزاز بالهوية من يتعامل مع مثل هذه الأنشطة بنظرة ضيقة لا تليق بالمربين الأفاضل والمعلمين الذين يستحقون منا كل احترام وتبجيل.
اليوم الكثير من الأخبار والأقاويل لا تخفى بفضل شبكات التواصل الاجتماعي، ولا أدري ان كان هذا من محاسنها أو من مساوئها، الا أنني أتمنى على وزارة التربية أن توضح هذا الموقف، لأن ما يتداوله الرأي العام وما يفهم من الحادثة لا يسر أحداً خصوصاً ونحن جميعاً نأتمن هذه الوزارة على عقول وأفكار النشئ القادم والذي هو أغلى ما يمتلكه الجيل الحالي. غير مفهوم يا وزارة التربية!! والله من وراء القصد...
آخر الوحي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أحمد شوقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق