الأربعاء، 20 يونيو 2012

مرسي وشفيق







الأربعاء 20 يونيو 2012


حتى كتابة هذا المقال، كان المصريون ينتظرون حسم نتائج التصويت في الدور الثاني من الانتخابات بين مرشح الاخوان المسلمين وبين المرشح الآخر شفيق والمحسوب عند المصريين على النظام السابق. والمصريون قد بلغت بهم الحماسة أوجها ليروا نتيجة أول انتخابات حقيقية كما يرونها منذ عصر الفراعنة. أحدهم كان معرفة صدفة تعرفت اليه في رحلة الى السعودية وكان يؤكد جازماً أنه سيصوت لشفيق في حال كان هو الخيار الوحيد أمام خيار الاخوان.
وما بين مقتل خالد سعيد ذلك الشاب المصري الذي خرجت على اثره مجموعة “كلنا خالد سعيد” الداعية لحركة مصر في 25 يناير وبين الانتخابات الرئاسية التي نترقب نتائج الدور الثاني منها كان المصريون بل العرب كمن يمشي في الظلام على ضوء اعلام سياسي مضلل بكسر اللام ووعي جماهيري مضلل بفتحها.
كانت الجماهير العربية تهتف بحماسة بكلمة الربيع العربي وترفض كلمة الفوضى الخلاقة، وكانت تستجدي وطنية الجيش قبل أن تشتم حكم العسكر، وكانت تنظر للمنظر برومانسية المنتصر قبل أن تستشيط غضباً بمرارة المخدوع.
المصريون وهم عمق العرب الأهم، كانوا يرفضون فرضية أن الجموع الثائرة قد تم استخدامها كأداة للعبة أكبر بكثير. ها قد بدأوا ينظرون بتردد ثم بتشكك وقريباً بقهر شديد الى حقيقة أن الخروج للشارع على نظام راسخ معمر لأكثر من ثلاثين سنة، باطش كما صورته أفلام “هي فوضى” و”احنا بتوع الأوتوبيس” وغيرها من الأفلام، أن الخروج على هذا النظام لمدة أيام لا يخلق واقعاً جديداً.
أحد الأصدقاء عبر عن المشهد بأنه لا لن يختلف كثيراًعن مشهد ما قبل 25 يناير الا أن هناك تبادل مواقع قد يحصل بين النظام السابق وبين معارضة الاخوان المسلمين، وقد لا يحصل.
ها قد تم حل البرلمان، وأسبغت تعزيزات على صلاحيات المجلس العسكري في وقت لا يوجد فيه مجلس شعب ولا يوجد فيه رئيس، وعاد المصريون للتنديد بحكم العسكر.
وحين تظهر نتائج هذه الانتخابات فهل ستحصل تغييرات حقيقية على الأرض، وهل سيختلف وضع المشاركة الشعبية في صناعة القرار عن العهد السابق؟ أم إن تغيير الوجوه سيكون مجرد تغيير شكلي أوقف التوريث بين حسني مبارك وابنه بينما عمقنا العربي المصري يأكل الهواء.
ما أعرفه أن كل الجدد كانوا قد وعدوا في حملاتهم الانتخابية بجنة الله على الأرض التي سيوفرونها للشعب، بينما يراهن أعمدة النظام السابق على قدرتهم لتوفير الأمان والاطمئنان، ويحذرون من الخطر المقبل على يد القادمين الجدد.
ننتظر لنرى ولكن ترى؟ هل سيرضى الفرقاء بالنتائج القادمة؟ لا أعتقد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق