الأحد 19 سبتمبر 2010
منذ ما يقرب من السنتين، تعوّد البحرينيون على قراءة هذه العبارة عند تصفحهم للانترنت. فكثيراً ما يؤدي محرك البحث إلى صفحات محظورة، وهي بحسب التصنيف البحريني لا تقتصر على صفحات الابتذال والإرهاب والسياسة. فقد توسع الحظر ليشمل مواقع دينية، ومواقع فكرية ومنتديات. ثم اتسع ليغطي صفحات البروكسي وهي الصفحات التي تساعد في تجاوز الحظر. ثم اتسعت لتشمل خاصية ترجمة الصفحات في محرك جوجل. ومؤخراً شملت خاصية الصفحة المخبأة في نفس محرك البحث.
ولا أبالغ إذا قلت إن البحرينيين عموماً لا يعرفون بشكل واضح المعايير المعتمدة في تصنيف الصفحات كصفحات محظورة، إلا أن هيئة الإعلام قد خرجت علينا بتصريح مؤخراً يحمل بشائر الشفافية لنتمكن من طرح بعض الأسئلة التي قد تسهم في فك اللغز. فقد نشرت الجرائد البحرينية على لسان المدير العام للمطبوعات والنشر في هيئة الإعلام البحرينية أن العديد من أصحاب المواقع قد التزموا بتطبيق القانون ورفع كافة المخالفات المرصودة، وذكر من ضمن هذه المواقع موقع جريدة الوسط وموقع منتديات مملكة البحرين وغيرهما.
لقد لاحظت بالنسبة لموقع جريدة الوسط إضافته لخاصية التبليغ عن التعليقات المسيئة. ولا أدري إن كان هناك ثمة ملاحظات أخرى قامت الجريدة بتطبيقها لتصحيح أوضاعها، إلا أنني سأذكر بعض ما هو موجود في الموقع الآخر الذي ذكرناه في تساؤل عن كون هذه الملاحظات تعتبر مخالفات تستوجب التصحيح أم لا.
1) يسمح الموقع بأسماء طائفية للأعضاء تحمل الكراهية الواضحة للآخرين.
2) يسمح بمواضيع تحمل الكراهية وإثارة الفتن الطائفية.
3) السماح باستخدام الألفاظ التخوينية لطائفة بعينها في ثنايا الكثير من المواضيع بما يفوق العد والحصر.
4) السماح بسب وشتم الأفراد والشخصيات من دون إغلاق للموضوع أو إيقاف العضو أو حذف الكلمات المسيئة وهو أضعف الإيمان.
ومن دون أن ندخل في محتويات ساحات أخرى في هذا المنتدى غير الساحة المحلية المسماة «هنا البحرين»، نجد أن الموقع يحتاج الى الكثير من الضوابط ليكون موقعاً مصرحاً به. نعم، كنا كإعلاميين لندير ظهورنا لمثل هذا الموضوع لما كانت المواقع الإلكترونية موجودة على هامش الإعلام المرخص، أما وقد صارت لها ضوابط ومعايير تصنفها بين خانة المرخص والمحظور، فقد صارت ضمن دائرة النقد والملاحظة وصار حقاً وواجباً على البحرينيين نقدها وتوجيهها إلى اتجاه الإعلام المسؤول لتؤدي الدور المناط بأمثالها في توفير الحرية المسؤولة للرأي دون تعد ولا تجاوز.
ومما لا شك فيه أن خير وقت لوضع الملاحظات على المنابر الإعلامية هو من خلال طريقة تعاطيها في تغطية حدث ما، حيث يمكن تقييم تغطيتها للأحداث والخروج بالتعديلات المطلوبة للوصول للوضع الأمثل، ويبقى التطوير عملية مستمرة تعرف حدودها بالممارسة.
قد ينظر البعض إلى مثل هذه المواضيع أنها تنزل من سقف الحرية، ولكن نظرتنا كمجتمع للحرية لا تعطي حق الإساءة للأفراد ولا رموز الوطن ولا التجديف في الدين ولا تكفير طوائف المسلمين.
نتمنى أن نجد المعايير الحالية للمواقع الإلكترونية في إصدار للهيئة أو في أحد قوانين الدولة مستقبلاً، كما نتمنى عليها إمداد الصحافة بطبيعة الأوضاع التي صححت في هذه المواقع وإيجاد آلية لرصد المواد المسيئة إما عن طريقة الهيئة أو بالتعاون مع مستخدمي هذه المواقع وزوارها.
نتوقع الكثير من المهنية من هيئة الإعلام ورئيسها معالي الشيخ فواز بن محمد الذي أثبتت مهنيته في مراحل سابقة أن تحقيق الإنجازات يحتاج إلى رؤية واضحة وتخطيط سليم قبل الشروع في العمل. وقد انعكست رؤيته على إنجازات المنتخبات البحرينية على مستوى الألعاب الفردية والجماعية على حد سواء.
يبقى أن المهنية أكثر خطورة في الإعلام حيث رسالة الإعلاميين تمس شرائح أكبر من الناس وبصورة أعمق وأدق، ولذا كان الحاصل متوقعاً وهو أن نجد زخماً كبيراً في الكتابة حول المطالبة بالإعلام المسؤول من كثير من كتابنا. والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق