الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

هل المحرم...شكراً جلالة الملك










الأربعاء 8 ديسمبر 2010

ها هو هلال شهر محرم الحرام يهل علينا من جديد، معلناً بدء عام هجري جديد بحسب التقويم القمري الإسلامي. لهذا الشهر طابع خاص في البحرين، حيث تعود أهلها منذ غابر الأيام على إحياء ذكر أهل البيت والتفجع لمصيبة سيد شباب أهل الجنة الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
هذه النكبة التي مرت بالأمة الإسلامية حين وقع فعلها مصداقاً للمأثور عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: “لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، فلو دخلوا جحر ضب لدخلتموه”. فقد وقعت الأمة حينها في ما وقعت فيه سالف الأمم من قتل أبناء الأنبياء وخيرة الخلق والتآمر عليهم وطلب محو ذكرهم.
وأبى الله إلا أن يقيض من خلقه من يحيون ذكر آل بيت نبيهم ويبينون فضائلهم ومظالمهم التي ربما كان أعظمها الرزء الذي جرى للإمام الحسين وأهل بيته. فقد طوردوا ولوحقوا للخروج من مكة والمدينة في موسم الحج ثم حوصروا في العراق. حينها طالبهم أتباع يزيد بن معاوية بالنزول على حكمه أو القتل وأبوا أن يخلوا بينهم وبينه، وأبوا أن يسمحوا لهم بالمضي وأبوا أن يسمحوا لهم بالرجوع كما أبوا أن يسمحوا لهم بالتوجه إلى أحد ثغور المسلمين يبقون فيه ويدافعون عن حمى الإسلام.
واضح لكل ذي عينين ممن قرأ التاريخ جيداً أن من حاصر الإمام الحسين كان يطلب دمه، ولا يطلب شيئاً آخر، وان كل المؤشرات السياسية تشير إلى ما تنبأ به الحسين نفسه وهو في مكة فقال “كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا”. فكان أن قتل مظلوماً بأبي وأمي، وجرى عليه وعلى أهل بيته ما جرى.
بل ان مقتله كان من خبر جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول والحسين عليه السلام في حجره: “إنَّ ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شهده فلينصره”. وروي في أحاديث كثيرة أن النبي بكى عليه وعلى قتله وهو طفل صغير.
وجرياً على عادته السنوية الحميدة، قام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك المفدى بتخصيص مكرمته السنوية لعاشوراء الإمام الحسين، التي يفتخر كل بحريني بإحياء شعائرها، وان هذا الإحياء يتم برعاية ملكية وحكومية كل عام، فبين تخصيص إجازة سنوية ليومي تاسوعاء وعاشوراء وهي العادة التي لم تنقطع من عهد الآباء والأجداد، وبين دعم احتياجات الحسينيات في كل عام في عاشوراء، إلى توفير الخدمات الأمنية والصحية، إلى غير ذلك من انواع الرعاية لشعائر عاشوراء وإحياء ذكر آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا بد لي هنا أن أتقدم بوافر الشكر الجزيل لمليكنا المفدى على كل ما قدمه ويقدمه بشكل مستمر لأبناء شعبه وفي خدمة دينه ووطنه وأسأل الله العلي القدير أن يجعل كل ذلك في ميزان أعماله الخيرة، ويسدده لكل ما فيه خير وصلاح الأمة.
كبيرة هي البحرين بمليكها وبشعبها وبتمسكها بقيمها ودينها وبرسالة نبيها وبمحبة أهل بيته الطيبين الطاهرين. يقول الله جل وعلا في محكم كتابه الكريم “قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق