الأربعاء 2 فبراير 2011
في كل مواقف حياتنا نتمثل مواقف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، كيف لا و هو خير العباد و أشرف الخلق و خاتم الرسل، و كيف لا و هو الذي يصفه ربه بصاحب الخلق العظيم وبالأسوة الحسنة و بالرؤوف الرحيم. و عنه يصرح الكتاب أنه لا ينطق عن الهوى و أنه مطهر من الرجس و أنه متنزل السكينة.
و في مثل يوم ارتحاله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، يبقى كل العالم منصتاً بكل ذهول إلى فضائل الشخصية الأهم في تاريخ البشرية، و إلى قصة حياته الملهمة و إلى رسالة سمحاء دعا لها ثلاثة عشر عاماً ثم أسس لها دولة عاش يشيد أركانها عقداً من الزمان، ليترك الأمانة لمن بعده من الخلفاء الراشدين المهديين .
و رغم التوثيق المفصل لحياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن الكثير من الجوانب المهمة من حياته لم تكن تحت دائرة الضوء بالنسبة للمسلمين، أو بمعنى آخر تم إهمالها. و قد تكون المصالح الآنية أو الصراعات الفئوية على مر التاريخ و تغير الدول أسهم في نقل صورة مغلوطة استند إليها بعض المستشرقين و المعادين للإسلام في انتقاد شخصية محمد عليه الصلاة والسلام المنزهة عن النواقص و الصغائر.
بمعنى آخر، فإن الدول و الدويلات التي قامت سواء الأموية في الشام ثم الأندلس أو العباسية في العراق أو العثمانية أو الصفوية، هذه السياسات المختلفة كانت تسعى أن تجعل من الخليفة مثالاً حياً للرسول و تصنع مما يفتي به لتدعيم حكمه أو توجيه سياسته جزءاً من الدين يدعم في أوقات كثيرة بما ينقل عن الوضاعين و الكذابين.
و لاعتماد السياسة على الدين كونها في مجتمع يفترض به التدين، فقد احتاج الساسة بين كل حين و آخر للاجتهاد حيناً وللوضع أحياناً أو تنزيه شخصياتهم حيناً آخر للتسويق الإعلامي لسياساتهم و التأصيل لها من الدين. و لا أقول جديداً حين أزعم أن سياسات القوم قد أوجدت صورة مشوهة للإسلام في عيون غير المسلمين و بالتالي لصاحب هذه الرسالة و لأتباعه أيضاً.
و أضرب مثلاً جديداً نسبياً على ذلك، وهو اتجاه إرهابيي القاعدة، فالقاعدة رغم تناقض توجهاتها مع السواد الأعظم من المسلمين، إلا أن أعداء الإسلام استطاعوا أن يسوقوا بها صورة نمطية جديدة للمسلمين عموماً تحمل صفات وحشية بغيضة. على أن القاعدة و لا شك رغم تشويهها لهذا الدين العظيم قد حاولت كغيرها من ذوي الأغراض تأصيل توجهاتها و الاستفادة من الأحاديث النبوية التي كانت تبشر أفراد الجيوش المسلمة المحاربة تحت لواء الإسلام بالجنة و النعيم، رغم كون أتباع القاعدة منشقين حيناً و خوارج أحياناً. و أذكر أنني سمعت مرة شريط كاسيت في سيارة أجرة في موسم الحج عام 2004 تنقلنا من مكة للمدينة يسهب في الوصف الدقيق للمزايا الجمالية للحور العين وصفاً يخجل منه شاعر الغزل الصريح. ثم ينتقل المحاضر إلى ذكر الأعمال المؤهلة للحصول على الحور العين، ثم يحصرها في الجهاد و يركز عليه. طبعاً أحسسنا يومها بأننا نحضر جواً قاعدياً بامتياز حين انتقل الخطيب إلى تمجيد المجاهدين في كل بقاع الأرض. و للقارئ تقييم مدى انتشار الفكر القاعدي في أوساط الشباب و مدى تأثير ذلك على السلم الأهلي في بلاد المسلمين و في تمزيق أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي يفترض أن المسلمين يتبعونه و ينفذون تعاليمه.
من حق صاحب الرسالة علينا، أن ننقل صورته العظيمة للعالم أجمع بمعزل عن أغراضنا الشخصية و بتجرد عن اتجاهاتنا السياسية و مصالحنا الآنية ليتمكن هذا العالم من رؤية ما نراه، و لنسهم في الدفاع عن هذه الشخصية العظيمة التي أسيء لها أكثر ما أسيء بسياساتنا و ابتداعاتنا و أهوائنا التي لم تنجح في أن تشرب من معين الإسلام و صافي المورد المحمدي العظيم. إن هذه الأرواح المتعبة في بحثها عن الكمال وقفت بباب النبي الأعظم إلا أنها تحتاج أن تدخل لتحلق في رحاب حرمه وستضيئ بنوره لترى الطريق إلى خلاصها فترجع إلى ربها راضية مرضية.
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
و في مثل يوم ارتحاله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، يبقى كل العالم منصتاً بكل ذهول إلى فضائل الشخصية الأهم في تاريخ البشرية، و إلى قصة حياته الملهمة و إلى رسالة سمحاء دعا لها ثلاثة عشر عاماً ثم أسس لها دولة عاش يشيد أركانها عقداً من الزمان، ليترك الأمانة لمن بعده من الخلفاء الراشدين المهديين .
و رغم التوثيق المفصل لحياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن الكثير من الجوانب المهمة من حياته لم تكن تحت دائرة الضوء بالنسبة للمسلمين، أو بمعنى آخر تم إهمالها. و قد تكون المصالح الآنية أو الصراعات الفئوية على مر التاريخ و تغير الدول أسهم في نقل صورة مغلوطة استند إليها بعض المستشرقين و المعادين للإسلام في انتقاد شخصية محمد عليه الصلاة والسلام المنزهة عن النواقص و الصغائر.
بمعنى آخر، فإن الدول و الدويلات التي قامت سواء الأموية في الشام ثم الأندلس أو العباسية في العراق أو العثمانية أو الصفوية، هذه السياسات المختلفة كانت تسعى أن تجعل من الخليفة مثالاً حياً للرسول و تصنع مما يفتي به لتدعيم حكمه أو توجيه سياسته جزءاً من الدين يدعم في أوقات كثيرة بما ينقل عن الوضاعين و الكذابين.
و لاعتماد السياسة على الدين كونها في مجتمع يفترض به التدين، فقد احتاج الساسة بين كل حين و آخر للاجتهاد حيناً وللوضع أحياناً أو تنزيه شخصياتهم حيناً آخر للتسويق الإعلامي لسياساتهم و التأصيل لها من الدين. و لا أقول جديداً حين أزعم أن سياسات القوم قد أوجدت صورة مشوهة للإسلام في عيون غير المسلمين و بالتالي لصاحب هذه الرسالة و لأتباعه أيضاً.
و أضرب مثلاً جديداً نسبياً على ذلك، وهو اتجاه إرهابيي القاعدة، فالقاعدة رغم تناقض توجهاتها مع السواد الأعظم من المسلمين، إلا أن أعداء الإسلام استطاعوا أن يسوقوا بها صورة نمطية جديدة للمسلمين عموماً تحمل صفات وحشية بغيضة. على أن القاعدة و لا شك رغم تشويهها لهذا الدين العظيم قد حاولت كغيرها من ذوي الأغراض تأصيل توجهاتها و الاستفادة من الأحاديث النبوية التي كانت تبشر أفراد الجيوش المسلمة المحاربة تحت لواء الإسلام بالجنة و النعيم، رغم كون أتباع القاعدة منشقين حيناً و خوارج أحياناً. و أذكر أنني سمعت مرة شريط كاسيت في سيارة أجرة في موسم الحج عام 2004 تنقلنا من مكة للمدينة يسهب في الوصف الدقيق للمزايا الجمالية للحور العين وصفاً يخجل منه شاعر الغزل الصريح. ثم ينتقل المحاضر إلى ذكر الأعمال المؤهلة للحصول على الحور العين، ثم يحصرها في الجهاد و يركز عليه. طبعاً أحسسنا يومها بأننا نحضر جواً قاعدياً بامتياز حين انتقل الخطيب إلى تمجيد المجاهدين في كل بقاع الأرض. و للقارئ تقييم مدى انتشار الفكر القاعدي في أوساط الشباب و مدى تأثير ذلك على السلم الأهلي في بلاد المسلمين و في تمزيق أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي يفترض أن المسلمين يتبعونه و ينفذون تعاليمه.
من حق صاحب الرسالة علينا، أن ننقل صورته العظيمة للعالم أجمع بمعزل عن أغراضنا الشخصية و بتجرد عن اتجاهاتنا السياسية و مصالحنا الآنية ليتمكن هذا العالم من رؤية ما نراه، و لنسهم في الدفاع عن هذه الشخصية العظيمة التي أسيء لها أكثر ما أسيء بسياساتنا و ابتداعاتنا و أهوائنا التي لم تنجح في أن تشرب من معين الإسلام و صافي المورد المحمدي العظيم. إن هذه الأرواح المتعبة في بحثها عن الكمال وقفت بباب النبي الأعظم إلا أنها تحتاج أن تدخل لتحلق في رحاب حرمه وستضيئ بنوره لترى الطريق إلى خلاصها فترجع إلى ربها راضية مرضية.
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق