الأحد، 5 يونيو 2011

معلقة زهير





٥ يونيو ٢٠١١


تعودت أن أختتم مقالاتي بأجزاء من القصائد الشعرية التي أحبها، وتعبر عن بعض ما في النفس، حتى صار بعض القراء ينتظر مختارات أبيات الغزل وقد يعاتب على غيابها، إلا أن أبيات المقال الفائت من معلقة زهير بن أبي سلمى قد استهوت أكثر من شخص ووجهها كل منهم بتوجيه.
بل طلب بعضهم أن أستكمل المقال بحسب توجيه القصيدة لا توجيه بنات الأفكار وهذا شيء جميل، فموضوع القصيدة يتكلم عن المصالحة بين الفرقاء وتطييب النفوس والمساعي الحميدة بعد حرب داحس والغبراء.
وكما ستكون - بإذن الله - نهاية الأزمة برفع حالة الطوارئ وبدء حوار وطني كما تمنينا في مقالنا الأول، فإننا نتمنى أن تثمر هذه المساعي الحميدة والتوجهات الطيبة لحلحلة نقاط الاختلاف بحوار بناء يقي بلادنا أي هزات مستقبلية ويقطع السبيل على أي تدخلات أجنبية.
أقول هذا بأسف على أن هذا الاتجاه لم ينجح في بدايته، إلا أننا نتمنى أن يفلح في الموعد المضروب وذلك كفيل بالتحقق إذا دعمه الجميع ورأوه ضرورة وطنية حتمية، فالمنهج والمبدأ القرآني يحث على حل جميع المشكلات بالرفق.
نقطة ذكرتها في المقال السابق وأريد أن أركز عليها، وهي كون الحوار صريحاً بحيث لا يترك مناطق رمادية تستثمر في المستقبل من قبل المتشددين. رأينا قبيل التصويت على الميثاق كيف كانت المعارضة متشككة في تفسير بعض العبارات حتى أنها كادت تتخذ موقفاً آخر حتى تلقت تطمينات بأن فهمها لهذه العبارات صحيح. ومن ثم، رأينا المعارضة يكاد يطير صوابها كما يطير صواب من وقف في الطابور ليشتري سلعة ثم بعد جهد جهيد يفتح علبة السلعة في البيت ليجدها سلعة مختلفة عن طلبه.
إذن، فموضوع الوضوح والتأكد من كل النقاط يقلل قدر الإمكان من الغموض في الأمور المفصلية والتي قد تترتب عليها تراكمات ومن ثم أزمات جديدة.
الآلية تحتاج أن تنطوي على أمرين مهمين، وهما: تمثيل الجميع والتوافق، إذ يجب أن يفرض التوافق مستقبلاً بحرينياً مستقراً.
المعارضة بدورها يجب أن تضع هواجسها على الطاولة وأن تصر على المضمون لا الشكل. فالمهم في نهاية هذا المؤتمر أن يتوصل ممثلو الأطراف المتحاورة إلى تصور يحمي البحرين من أي هزات مستقبلية ويكفل السعادة والرفاه لجميع أبناء الوطن.
الإعلام في هذه المرحلة وفي كل مرحلة يجب أن يكون صانعاً للوئام، ويجب أن يسد الباب أمام أي مفردات للتخوين والسباب، إذ إن الجميع معنيون بهذا الحوار وبنجاحه كما أن الجميع معنيون بسلامة الوطن ووحدته واستقلاله.
كذلك لا مانع أن تقوم كل الأطراف بتقديم بوادر حسن النية خلال هذا الشهر مما يخفف الاحتقان في جميع الأطراف، ويساعد في الدخول على أرضية متينة؛ لأنه ليس أمامنا إلا النجاح فعدمه لا يحمل معه أي خير للبحرين ولا لأهلها.

آخر الوحي:
قال لي أحدهم نقلاً عن زهير بن أبي سلمى:
 تعفى الكلوم بالمئين فأصبحت      ينجمها من ليس فيها بمجرم
ينجمها قوم لقوم غرامة            ولم يهرقوا من بينهم ملء محجم

وأكمل لي الآخر:
ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة         وذبيان هل أقسمتم كل مقسم
فلا تكتمن الله ما في صدوركم        ليخفى ومهما يكتم الله يعلم

وأنقل أنا إن لم يكن ذلك ما أستشرفه:
وقفت بها من بعد عشرين حجة       فلأياً عرفت الدار بعد توهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق