الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الدمعة الساكبة





الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١١


لا خلاف أن كثيراً من المسلمين يرون البكاء على الحسين من الصالحات التي تحط الذنوب و يعدونها في أمهات “المودة في القربى” التي هي أجر الرسالة الذي يبذله المسلمون لنبيهم الذي لا يسألهم أجراً غيره. فهل تغير شئ في عقيدتهم هذه أم ما زالوا عليها؟ أقول أن هذه العقيدة في إحياء مصيبة الحسين عند أتباع المذهب الإثناعشري هي من الجبال الرواسخ التي لا تزلزها الحوادث ولا تغيرها الأيام و لا مرور السنين و القرون.
 و ربما كان هذا الثبات على هذه العقيدة سبباً في طموح طلاب السياسة في الإستفادة من مأتم الحسين عليه السلام في تحقيق أهدافهم و إسباغ القدسية على قضاياهم و الوصول لمآربهم بغض النظر عن كونها نبيلة أو غير نبيلة. و لعل ذلك بسبب تفهم أصحاب القضايا السياسية من خلال تجارب السابقين لهم أن الدخول للسياسة من باب التصادم مع الدين لا يحقق ثمرة عاجلة في مجتمع متدين. و هنا كان لا بد من الإلتفاف على القضايا الدينية و إدخال السياسة للناس من أبوابها و تحقيق الأهداف. يفتح هذه الأبواب ابتداءاً أشخاص هم في الأساس غير متدينين، ثم يتبعهم فئاة من مغفلي المتدينين و من طامحي السياسة من البراغماتيين.
 ما ينطبق في المأثور على دخول إبليس للعابد من باب العبادة، و ما انطبق على جميع الطامعين في السياسة على مر العصور سينطبق على من يحاولون أن يحرفوا رسالة المأتم في سعيهم لتحويله إلى دكان حزبي يتبع هذا التيار و ذلك الحزب و هذا التوجه. سينطبق على من يختزلون قضيته في ثائر مظلوم مقتول، أو طالب حكم مغلوب و ينزعون بذلك القدسية التي تحيط بسيد شباب أهل الجنة و سبط الرسول و إبن سيدة النساء و شبل فتى الإسلام الأول. لماذا ينزعون هذه القدسية؟ لتكون ميراثاً و حلة يرتديها كل صاحب قضية سياسية، و حاشا لمقام الحسين أن يقرب منه أي من طلاب المناصب السياسية.
 من يريد أن يخلع على نفسه هذه الخلعة المقدسة ليكون حسين العصر سيرتقي المنبر، ثم سيقول بأن الحسين لم يقتل لنبكي عليه. كلمة حق أريد بها باطل!! قتل من أجل هدف أجل و أسمى، ثم يشرع في شرح أهدافه فيجعلها أهداف الحسين. و لأن حب والد الأئمة صار في نفوس محبيه سلطاناً لا يغلب، فعمد المجددون كما يسمون أنفسهم للسعي في “توظيف الدمعة”! و كأن الدمعة على الحسين أداة كدموع هؤلاء عند مخاطبة الحشود، كلا فالدمعة على الحسين لا تحتاج من يوظفها، إنما أثبتت قدرتها على توظيف القدرات و المهارات و الإمكانيات لخدمتها.
 و في ذات سياقنا يقول العلامة المدني في تنزيه الشعائر الحسينية “ أما من كان له حسين غير حسين ابن علي ابن أبي طالب و غير ابن فاطمة و في عصر غير عصر يزيد ابن معاوية و في كربلاء ليست هي كربلاء الطفوف، من كان له حسيناً غير هذا الحسين فليعمل له مأتما كما يشاء، و ليقل فيه ما يشاء، و يعمل فيه ما يشاء، لا أن يستغل شيعة الحسين بن علي بن ابي طالب من أجل حسين غير حسين ابن علي ابن أبي طالب و غير كربلاء هي كربلاء الطفوف، من أجل حسين آخر يعيش في عصر آخر، كما يقول حسين البحرين و كربلاء البحرين فليس في البحرين حسين و ليس في البحرين كربلاء”.
 سيظل بكاءنا عليك يا مولاي يا أبا عبدالله تفجعاً لمصاب رسول الله في مقتلك و ظلامتك، لا طمعاً في دنيا و لا سعياً لمكسب و لا بحثاً عن خفق النعال. إن مقاماً كمقامك ولا مقام كمقامك، هذا المقام لا يملك الإنسان أمامه إلا أن يخشع في الجلال الذي جعله الله لك منذ جعلك سيداً لشباب جنته يا قتيل الدمعة الساكبة.

آخر الوحي:

أنا دمعـةٌ عُمْرُهـا (أربعـونَ) جحيمـاً مـن الأَلـمَِ المُـتْـرَعِ
هنا في دمي بَـدَأَتْ (كربـلاءُ) و تَمَّتْ إلـى آخِـرِ المصـرعِ
كأنّـكَ يـومَ أردتَ الـخـروجَ عبرتَ الطريقَ علـى أَضْلُعـي
ويومَ انْحَنَىَ بِـكَ متـنُ الجـوادِ سَقَطْتَ ولكـنْ علـى أَذْرُعـي
ويـومَ تَوَزَّعْـتَ بيـن الرمـاحِ جَمَعْتُـكَ فـي قلبـيَ المُـولَـعِ

محمد مهدي الجواهري

الأحد، 27 نوفمبر 2011

في الجو








الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠١١


ربما كان مما أنعم علي ربي أنني لا أخشى الطيران، ولا أتخوف من ركوب الطائرة. فرغم الإحتمالات السوداوية الكثيرة التي من الممكن أن تضعها نصب مخيلتك و أنت تربط الحزام، إلا أن عقلي لا يستحضرها كثيراً إلا في اللحظات الحاسمة أو عند ظهور مؤشرات على الخطر، أبعدنا الله جميعاً عن هذه المؤشرات و عن كل ما قد يلحقها من سوء.
نعم هناك لحظات يشعر فيها الإنسان كم هو معلق بيد القدر، وهي واقعاً ليست اللحظات الوحيدة، إلا أن عند هذه اللحظات يكشف غطاؤك عنك فبصرك اليوم حديد. و في ماعدا هذه اللحظات المعدودة يعيش الإنسان مقداراً كبيراً من الغفلة ربما أعانه على إدارة شؤون حياته، و ربما مكنه من النوم بهناء.
 في هذا العام عشت عدداً لا بأس به من هذه اللحظات القدرية الحاسمة، و من يدري فلعل كل لحظاتنا حاسمة، بعض هذه اللحظات كان في الجو و بعضها في البحر و الآخر على سرير المستشفى بانتظار مبضع الجراح.و ربما كانت لحظات أخرى كثيرة خلال الأشهر الماضية فيما عاشته بلادنا من ظروف و ليالٍ ليلاء.
في لحظات الحسم، يتوجب على الإنسان إزالة مخاوفه بقدر ما يستطيع ليتمكن من التفكير المنطقي بعيداً عن أي وساوس لن تفيده بقدر ما ستعقد أموره و تعجزه عن التصرف المناسب و السليم. أولاً يجب التفكير في ماهية الخطر المحدق، ثم تهيئة النفس بأخذ نفس عميق لمجاراة دقات القلب المتسارعة و الإستعداد للتمكن من الإستفادة القصوى من دفقات هرمون الأدرينالين المندفعة في الشرايين. قد تصل النفسية إلى حالة من الهلع ينبغي التعامل معها بمقدار من الإيمان و التسليم لله و ليس الإستسلام للنهاية و اليأس.
تمكنك من تقييم الوضع بصورة صحيحة سيتيح لك التعاطي معه بأفضل وسيلة متاحة. لكن الشئ الأهم هو عدم الإستسلام للخوف أبداً و محاولة تجنبه أو تقليله حتى إذا كان قهرياً أو مرضياً.
و باعتقادي أن أكبر مشكلة في ما نقع فيه من ظروف و اختبارات، ليس تعرضنا لظروف جديدة، بقدر ما هو صدمتنا مما نكتشفه عن أنفسنا و كأننا نقف أمام المرآة لأول مرة، و ننظر إلى شخص مختلف مرتعد الفرائص مرتجف الكفين أصفر البشرة غائر العينين. هذا الشخص الجديد هو عائق من التصرف السليم يحتاج أن يساعده أحد ما، و المشكلة انه لا يظهر إلا في الظروف التي لا يمكن لأحد مساعدته فيها.
تراودني أسئلة كثيرة عن هذا الشخص الرعديد، هل يكثر حضوره مع تقدمنا في السن أم يقل، هل يتأثر حضوره من عدمه بما نتناوله من طعام، و بمقدار ما نزود أجسامنا من الراحة، هل يتواجد أكثر مع تسارع إيقاع الحياة أم مع بطئها. الغريب أن ما لاحظته هو أنني أجد هذا الكائن الرعديد حاضراً معي قبيل اللحظات السعيدة أو الهامة أكثر من اللحظات الموسومة بالخطر.
ربما كان ذلك شعوراً طبيعياً لأن الإنسان يخشى دوماً على سعيد لحظاته من التنغيص، قبيل التخرج، قبيل الحصول على رخصة القيادة، قبيل ليلة العمر أو في انتظار مولود أو نتيجة امتحان.
ربما كان مؤلماً وقوع ما كنت تخشاه، و لكنه يجب أن لا يكون نهاية العالم بالنسبة إليك، فلو استمرت حياتك فيما بعد فهي نعمة كبرى يجب أن تنعم بها و تستمتع. و أما إن لم تستمر، فلن يعود هنالك ما تخشاه بالنسبة لحياتك هذه على الأقل.
يجب أن تسعد بمعرفة ذلك الكائن الرعديد الذي يعيش بداخلك الذي ستعرفه في لحظات ما، كما تسعد بمعرفة الكائن الأناني القابع في وجدانك، و تتعامل برفق مع الطفل بداخل شعورك ولا شعورك، فكل هؤلاء يجب معاملتهم بما يستحقونه لتتمكن من حل مشاكلهم. لن يكون ذلك صعباً، المشكلة الوحيدة في أن تتعلم كيف تراهم و تراقب سلوكياتهم.
ملاحظة:
و الطائرة تحط بنا الآن أعتقد أن فرصة سنحت للتعرف بذلك الجبان خصوصاً و الكابتن قد رفع الطائرة مرة أخرى في الجو بعد أن حاول لمس المهبط فلم يستطع، هاهو يرتفع ويقوم بلفة على المطار ليعيد الكرة من جديد، الله يستر !!!

آخر الوحي:
سيدتي يقتلك البرد؟!
أنا يقتلني نصف الدفء و نصف الموقف أكثر...

مظفر النواب

الأحد، 20 نوفمبر 2011

قدسية الكلمة





الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١١


قلت له إن شئت أن تنقل عني فلا تنقل شطراً دون شطر، فإن حذف بعض الكلام بقصد أو بغير قصد يجعل المعنى موجهاً في غير ما قصده صاحبه. بل إن من الكلام ما لو بتر صار يعني عكس معناه. و ربما كان من مثال ذلك عبارة “لا إله إلا الله”، فهي كما كان يقول أستاذنا مدرب السياقة المرحوم الحاج حسين، كلمة أولها كفر و آخرها إيمان.
 و هب أن أحدهم نقل عني أنني قلت “لا إله” دون أن يكمل النقل، حينها سأكون عند المتلقي من ضمن الملحدين الذين ينفون وجود إله من الأساس. و لن يكون من السهل تغيير هذا المعنى و تحصيل كل من وصل إليه النقل لتصحيحه عنده، لأن الأخبار السلبية ولله الحمد تسري لدينا سريان النار في الهشيم. بل إنها كم يقول المرحوم العلامة المدني في محاضرته حول الإشاعة : “ و مجتمع البحرين بسبب ضيقه تسري فيه الإشاعة بسرعة فائقة، فيكفي أن تلقي الكلمة في الحد و تسرع بسيارتك حتى تصل إلى الزلاق فتجد أن الكلمة قد سبقتك”.
 أقول هذا و كثير من النقولات تكون بحسن نية و تؤدي إلى مشاكل مجتمعية كثيرة، فكيف البتر المتعمد و ما يجر من سوء الظن و التخاصم و التقاطع و التدابر؟
 أذكر مرة أنني تلقيت مؤخراً رسالة من صديق عزيز على نفسي، يقول لي فيها أنه قرأ لي رأياً فتعجب منه، إذ أنه وجد كما لو أنني كنت محايداً من القضية رغم علمي بها، فكان ما كتبته هروباً أو تمويهاً. قال لي بالمعنى أنه لا يظن النص كاملاً، فأرسلت إليه النص الكامل. قال لي حينها: توقعت ذلك و ما ظننت ما قرأته يخرج من بين قلمك و أوراقك.
 وباب الشاهد في هذه القضية أننا يجب أن نلتزم بأحد إثنين، إما نقل الكلام كما هو، أو عدم نقله من الأساس. و إن لم يكن كذلك، تحول المنقول إلى باب من أبواب الإشاعة التي تؤدي إلى إلهاء أو توجيه قد نرغب فيه أو يكون بغير قصد.
 هذا و قدسية الكلمة اليوم، مبدأ يجب أن لا يغفل أحد عنه في زماننا خصوصاً مع سهولة التثبت من قائل أي كلمة و التواصل معه من ناحية، و بسبب أن انتقال الإشاعة اليوم أياً كانت صار أسرع من أي وقت مضى بسبب تطور وسائل النشر و التواصل أيضاً.

آخر الوحي:
ليس هنالك وطنٌ آخر قد آواني
إلا الكلمة ..
ليس هنالك في تاريخي .. امرأةٌ أخرى
إلا الكلمة ...

نزار قباني 

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

الشعب يريد










الأربعاء ١٦ نوفمبر ٢٠١١


منذ أن ظهر ذلك الرجل التونسي على الشاشة وهو يهتف بهذا الهتاف الشهير، بدأت معه موجة الفوضى الخلاقة في شتى بلاد العرب. و انتقلت الحمى بين مصر و اليمن و سوريا و ليبيا. موجة محمومة اختلفت محركاتها بين كل دولة و أخرى فبين صفعة البوعزيزي و موقعة الجمل الشهيرة وحوادث مختلفة حصلت في مختلف بقاع بلاد العرب كانت الشرارة لنيران عارمة التهبت بفعل تخزين مسببات الأزمات.
اليوم دول العالم و بالذات العربية منها هي بين اثنتين إما هي واعظة أو مبتلاة، و صدقوني أن الأولى ليست خيراً من الثانية، فبلاؤها القادم سيكون بلا شك مثل أخواتها إن لم يكن أكثر. وكلامي هنا لا يندرج في سياق التمني بقدر ماهو استقراء لظروف هذه الدول اجتماعيا و سياسياً. فكل دولنا العربية بلا استثناء متشابهة من حيث مشاركة المواطن في القرار السياسي، و متشابهة في تدني المستوى المعيشي إذا رفعنا بعض الدول الخليجية من المقارنة.

أقول أن الدول المبتلاة بأحداث سياسية و ثورات هي أقل بؤساً من الأخرى التي تنتظر دورها، لأن الدول الواعظة –إن صح التعبير- أبعد ما تكون عن الإعداد لتجنب هذه الأزمات عبر خلق بيئة من المشاركة السياسية و التنمية الإقتصادية. ما زالت هذه الدول تركز على الإستعداد العسكري، علماً بأن الأخطار المحدقة بها ستكون غالباً من الداخل و ليس من الخارج.
 اليوم ما عاد الخيار العسكري محبذاً لدى القوى العالمية، و ذلك بسبب ارتفاع تكاليفه المتعددة و المتنوعة. فانتهجت هذه الدول منهجاً جديداً للتغيير عبر دعم المعارضات و الحركات الثورية من جانب و رفع غطاء الشرعية و الدعم من جانب آخر.
 إن رئيساً كالرئيس المصري كانت تسمع الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة تذمره و مطالبته بالتغيير منذ أمد طويل، إلا أنه حين جاء وقت التغيير، رفعت دعمها بدعوى أن “الشعب يريد”.الشعب يريد منذ عقود، فما الذي استجد؟
ما استجد هو مواكبة هذا الحراك مع التوقيت الذي صار التغيير فيه ضرورياً لضمان انتقال سلس للسلطة، لا يعرض المصالح الأمريكية لهزات غير متوقعة. فالانتقال المفاجئ لن تكون عواقبه محمودة بالضرورة، لذا كان لا بد من استباقه و الإستفادة منه من ناحية، و عدم كبح جماحه حتى يحقق الربيع العربي أو “الفوضى الخلاقة” ذلك الغرض المنشود.
 أنا لا انفي كلياً أن الشعب العربي يريد، و لكن الشعب العربي لعقود كان يأكل هواء بين طغيان صدام و غطرسة القذافي و علمانية بورقيبة. هل الشعب أراد الحياة فاستجاب القدر، أم استجابت القوى العظمى، أم أنه لا فرق عندنا بين الإثنين فصرنا نعبد هذه القوى فصارت أقدار الشعوب بيدها.
طريف أن أحد الأقارب في جلسة مع بعض الإخوة المصريين طرح موضوع الفوضى الخلاقة و دورها في تونس فاستحسنوا كلامه، فلما أراد أن يشرح الحالة المصرية على نفس المنوال، كاد إخوتنا المصريين يتخاطفونه بأيديهم و أسنانهم ربما.
 اليوم و للأسف الكل يتكلم باسم الشعب العربي، و ما يريده الشعب العربي و يصبو إليه الشعب العربي. المعارضة تتكلم باسم الشعب، و دول الجوار تتكلم باسم الشعب، و الدول الكبرى باسم الشعب، و الموالاة تتكلم باسم الشعب، و الحكومة تتكلم باسم الشعب. أي شعب هذا ؟ شعب المعارضة الذي يريد مشاركة سياسية، أم شعب دول الجوار الذي يريد وصاية؟ أم شعب الدول الكبرى الذي يريد ضمان مصالحه الإستراتيجية، أم شعب الموالاة المستفيد من الوضع القائم، أم شعب الحكومة الذي يريد أن يعمل من هذه الشعوب كلها صورة تذكارية متحابة و يواصل المسير؟!

آخر الوحي:

أغرك من سلمى دنو خيالها
فصرت بهذا طامعاً في وصالها
رويدك لا يذهب بك الجهل مذهباً
به ضل من قد كان قبلك والها
فما أنت كفؤ في الهوى لوصالها
ولا خطرت ذكراك يوماً ببالها
و ما أنت إلا طامعٌ بأهلةٍ
رأى فوق رسم الماء رسم خيالها

د. ناصر المبارك

الأحد، 13 نوفمبر 2011

تلك الحقيقة**





الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١١


منذ تم تعيين اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق في أحداث فبراير و مارس 2011، توجهت إلى رئيس اللجنة السيد بسيوني الأنظار و الألسن و المقالات. حاول البعض النيل من استقلاليته و الضرب في مصداقيته أو تعليقها على ما يصدر عن تقريره الموعود في الثالث و العشرين من الشهر الجاري. الكثيرون يترقبون هذا التقرير، فالقيادة تعول عليه و الشعب ينتظره و الجمعيات تترقبه. بدورها الدول الأخرى المتابعة و المهتمة بالشأن البحريني تنتظر منه الكثير. فقد علقت عليه هيلاري كلينتون في الأسبوع الماضي و كأنما تشير إلى أنه يجب أن يكون نقطة التحول في الشأن الداخلي لإنهاء الأزمة.
اليوم و قد فرغ الجميع من رسائلهم القولية و العملية الموجهة إلى السيد بسيوني، لا يفوتني أن أوجه بعض ما أعرفه للسيد بسيوني عما عرفته و عاينته. فقد قرأت في صحيفة الأيام بتاريخ 21 سبتمبر 2011 الكلام حول زيارة لجنة تقصي الحقائق للمساجد المتعرضة للتدمير الجزئي و الكلي، و أتذكر كيف قيل في بعض وسائل الإعلام يوماً ما أن ما هدم إنما هدم إما لعدم وجود ترخيص أو لأنه بني في أرض غير مملوكة، و زبدة القول أنه بناء غير قانوني.
قد يقول البعض يا سيد بسيوني و لماذا ذكر هذا الأمر دون انتهاكات المعارضين، فأقول لهم، وثقوها و ارفعوها  للجنة و كذلك ارفعوها للقضاء و خذوا حقوقكم بالقانون. و لكن هذه اللجنة المستقلة قد شكلت لإنصاف من لم يجد الإنصاف و لمن لم يستطع أن ينتصف بالقانون، و لكل من يقول أن أخطاء ممنهجة أو غير ممنهجة قد انتهكت حقوقه.
لا أحد يحسد اللجنة و رئيسها و أعضاءها لأن الجميع ينتظر ما يرضيه، و حتى لو تمكنت اللجنة من أن تحقق شيئاً من الإنصاف فهي لن ترضي أحداً إلا إذا استطعنا تحويل ما تخرج به إلى معطيات تمكننا في المضي لبناء البلد من جديد عبر إصلاحات كبيرة و شاملة.

آخر الوحي:

أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة و السليقة
مثل الغراب نعى الديار فأسمع الدنيا نعيقه
تلك الحقيقة و المريض القلب تجرحه الحقيقة
أمل يلوح بريقه فاستهد يا هذا بريقه
ما ضاق عيشك لو سعيت له ولو لم تشك ضيقه
إبراهيم طوقان


** تم حذف الكثير من المقال الأصلي -و الذي نشر قبل ظهور تقرير اللجنة- قبل نشره و النسخة الكاملة موجودة في مدونتي الشخصية "رسالة في زجاجة" تحت هذا الرابط:

http://oceanbottle.blogspot.com/2011/11/blog-post.html


الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

حسب الظاهر






الأربعاء ٩ نوفمبر ٢٠١١


يروى أن قاضياً  كان جالساً في المحكمة و أحس بالعطش فهمس لحاجب المحكمة “حسب الظاهر أنا عطشان” و بطبيعة الحال فقد تعود الحاجب على تلقي أسماء الشهود من القاضي بهذه اللهجة الهادئة. و بحسب ما تعوده الحاجب قام منادياً للشاهد “حسب الظاهر أنا عطشان”، أخذ يكررها و القاضي يحاول تنبيهه بلا جدوى. رجع الحاجب بعد لحظات ليخبر القاضي ربما بعدم حضور الشاهد !!
أمور كثيرة بحسب الظاهر تختلف كلياً عما هي عليه حقيقةً، فمثلاً ما كل الأصدقاء أصدقاء و لا كل الأعداء أعداء. كيف ذلك؟ ألا يؤثر في الحديث أن “أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما. و ابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما”؟ أليست الآية تقول “إن من أزواجكم و أولادكم عدواً لكم فاحذروهم” ؟ أليس قد قيل قديماً “عدو عاقل خير من صديق جاهل”، ألم يكن قولٌ “إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك”؟
 نعم، قد يكون ذلك غريباً، إلا أن بعض الأطراف التي لا تستطيع أن تتصادق علناً تضطر حتماً إلى توافقات و مهادنات و ربما صفقات على المدى البعيد من وراء الستار لتحقيق مصلحة الطرفين، و تكون التعاملات هذه مباشرة، أو عبر وسيط مقبول لدى الطرفين. قد ينظر إلى هذا الكلام على أنه ضرب من الرجم بالغيب أو الإتهام بلا دليل، إلا أن الأمثلة في التاريخ أكثر من أن تحصى، لذا سنستدل على موضوعنا ببعض الشواهد للوصول إلى نتيجة واضحة.
 ربما يصعب فهم ذلك، كما يصعب على أبناء جيلنا فهم أن حركات التطرف الإسلامي في أفغانستان كانت تلاقي الدعم الأمريكي في يوم من الأيام حتى تحولت للاعب قوي يمكنه مقارعة السوفييت و تحقيق المصلحة المشتركة مع أمريكا بتحرير أفغانستان. من يصدق ذلك اليوم و هو يرى أمريكا تحتل أفغانستان لمحاربة هذه الحركات المتشددة؟
 و قد يصعب على أبناء عصرنا تصور أن نظام صدام الدموي كان مدعوماً و مدفوعاً بالمصالح المشتركة مع الأمريكان ليشعل الحرب مع إيران لثمان سنوات و يأخذ دور شرطي المنطقة و حامي البوابة الشرقية، ثم يندفع للتوسع في دول المنطقة، فتحين مرحلة تحطيمه من جديد كما حانت قبلها مع حلفاء آخرين.
 و كما أن التاريخ وضح لنا هذه الصورة المعكوسة لموضوعنا، حين يرينا عداء شديداً يختفي وراء صداقةٍ حميمة. التاريخ كذلك يخفي في جنباته صداقات قريبة خلف عداوات ظاهرة. فهل يمكن لأحدنا اليوم أن يجزم أيهما استفاد أكثر من عداوته للآخر، هتلر أم بعض النخب اليهودية؟ حصل الأول على التفاف الأنصار حوله عبر صناعة عدوٌ بغيض، و حصلت نخب اليهود على التعاطف لإنشاء وطن قومي يلم شعثهم و يحمي ضعيفهم.
 ماذا ستكون ردود أفعالنا حين تخرج لنا الويكيليكس ببرقيات تدل على التعاون و التنسيق في الخطوط العريضة حول العلاقة بين أطراف كنا نفترض بينها التعادي و التشاحن؟ هكذا هي السياسة، تصدمك في كل وقت بما لا تتوقعه، و لنا في السيد جنبلاط مثال لا ينسى في مرونة التحرك بين الفرقاء بحسب ما تقتضيه المصلحة.
 ستكشف الأيام لكل ذي عينين أن لكل ظاهرٍ باطناً قد لا يوافقه، فإن كان اعتمادنا على الظاهر و حسب دون استقراء ولا تمعن، فلا شك أننا سنظل حيارى ضائعين، و سيظل القاضي ظمآناً.

آخر الوحي:

الأصدِقَاءُ...
الأصدِقَاءُ تَعَاهَدُوا
أنْ يبدأوا ميلاَدَهُم
بِذَهَابِي

شربُوا نبيذَ الحُبِّ
فوقَ موائِدِي
لم يشكُرُوا كأْسِي
ولا أعنَابِي
أحببْتُهُمْ فرحًا
أحَبُّوا دمعَتِي
فتركتُهُم يتناهَبُونَ
سَرَابِي

لاَ شأنَ لِي بالحُبِّ
ما شأنِي بِهِ؟
أنا خارج مِن جَنَّةِ الأحبابِ
أحمد بخيت

الأحد، 6 نوفمبر 2011

ماقبل ١٤ فبراير






الأحد ٦ نوفمبر ٢٠١١


متصفحاً عناوين صحف ما قبل 14 فبراير التي ربما لم يتسن لي قراءتها آنذاك بسبب تحضيري لإجراء طبي صادف أن يكون في صبيحة يوم ذكرى الميثاق. أذكر أنني عند دخولي لتلقي العلاج، ابتسم الطبيب في وجهي وسألني عن حظي العاثر أو اختياري السيئ لأن أقضي يوم الفالنتاين في المستشفى.
وربما أعدت تصفح العناوين لأنني أريد وأتمنى أن نخرج من دوامة ما بعد 14 فبراير 2011، ليس خروج الهاربين، وإنما لفك جزء من الهوس الذي شل عندنا كل مناحي التفكير في ما دون السياسة، وصرنا جميعاً نهلوس مع كل إشاعة ونعتصر مع كل بارقة أمل أو انفراج.
في صحيفة الوسط ليوم الأحد الموافق 13 فبراير، في صفحة المحليات تتوالى الكثير من العناوين التي سنمر ببعضها ونعلق عليها. أولها تصريح مجلس الوزراء أن مكرمة الألف دينار ستكون لكل الأسر بغض النظر عن مستوى الدخل أوتاريخ عقد الزواج. يلي ذلك خبران لأوامر ملكية جديدة لزيادة سقف الدعم لأصحاب الأجور المتدنية، وأوامر منذ 2007 بتخصيص وتنفيذ سواحل سواحل عامة إلا أنها لم تر النور بحسب تعبير الجريدة.
يلي ذلك خبر تشكيل رئيس هيئة الإعلام للجنة مشتركة لدعم تطوير الإعلام البحريني تضم فيها رؤساء تحرير الصحف المحلية والجهات المختصة وممثلين عن جمعية الصحفيين. وبينما يطالب النائب عبدعلي محمد حسن بلجنة تحقيق لإنصاف الجامعيين العاطلين، كان النائب مطر مطر ينبه إلى تصاعد نسبة الإنفاق على التسلح ووصولها إلى ثلاثين بالمائة من مجموع الدخل. في ذات الوقت كان النائب عبد الحميد المير يقترح توفير طبيب استشاري لجميع المراكز الصحية. وفي ذيل الصفحة نجد النائب عبد المجيد السبع يدعولخفض نسبة الأرباح على قروض الإسكان.
هذه كانت أخبار الثالث عشر من فبراير، وبغض النظر عما ستصل إليه السياسة من توافقات ومفارقات، فإن مجمل المذكور أعلاه هومشاكل معيشية وخطط مستقبلية وأجراس إنذار إقتصادية لا يجب أن ننساها ونقلب الصفحة ونرجئ الكلام عليها إلى ما بعد المعالجة السياسية للوضع في البحرين.
الحاصل أننا جميعاً نتكلم عن الحل السياسي وعلاج الأزمة وهذا شيء طبيعي، إلا ان غير الطبيعي أن ننصرف جميعاً عن حل مشاكل البلد جميعها حتى يصل الحل السياسي ويتم توافق عليه، فالحوارات لا تتوقف ولن تتوقف سواء علمنا بها أولم نعلم. فهل يجوز أن نعلق حياتنا كلها على يوم توافق لا ندري أمده؟ يجب ان نتعايش مع حقيقة أن بلادنا تمر في ازمة نتمنى أن تتجاوزها، إلا أنه لا يمكن أن نسمح بأن تشل البلاد ونمعن في تأزيمها بمواصلة التفكير من خلال 14 فبراير وحسب.
سؤالي لكل المسؤولين الذين ترتبت عليهم مسؤوليات بأوامر ملكية وتوجيهات حكومية ومطالبات نيابية، ماذا فعلتم بخصوص ما وجه لوزاراتكم سواء ما قبل الأزمة وما بعدها، بما في ذلك أوامر القيادة بإنهاء قضية المفصولين التي تشهد كثيراً من التلكؤ.
آخر الوحي:
بكلمةٍ واحدةٍ
لفظتها، ونحن عند الباب
فهمت كل شيء
فهمت من طريقة الوداع
ومن جمود الثغر والأهداب
فهمت أني لم أعد
أكثر من بطاقةٍ تترك تحت الباب
فهمت يا سيدتي
أنك قد فرغت من قراءة الكتاب
نزار قباني

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

أجب أيها القلب








٢ نوفمبر ٢٠١١


في قصيدته الجميلة التي تحمل هذا العنوان، يشكو شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري من عتاب الناس له على قليل الكتابة، و كأن عين الشعر قد نضبت من جوفه بعد أن كانت هتانة منسابة، و يتبرم تبرماً موجعاً فيقول:
برمت بلوم اللائمين و قولهم***أأنت إلى تغريدة غير راجع؟
أأنت تركت الشعر غير محاولٍ؟***أم الشعر إذ حاولت غير مطاوع؟
ثم يسهب في السؤال حتى يصف حاله في نزق الشباب و الشعر يتفجر من جوانبه سهاماً تصيب المقاتل و سيوفاً تضرب في الحناجر فتسلمه من همٍ إلى تعبٍ ثم من سجنٍ إلى مرض، و يذكر ملامح حياته التي انتهى بها الحال إلى النضج و الإستسلام و مجاراة الحياة حيثما مضت به. و على أنه كان دوماً ذلك الفتى المتوثب المتبرم من واقع الأمة فقد نظم في الأربعينات رائعته “أمم تجد و نلعب” و قال فيها:
 و نعيش نحن كما يعيش على الضفاف الطحلبُ
متطفلين على الوجود نعوم فيه و نرسبُ
متذبذبين و شر ما قتل الطموح تذبذبُ
و شتان ما بين روحه المتوثبة في” أمم تجد” و بين أنفاسه الوادعة الحزينة في “أجب أيها القلب” التي يأسف فيها على توثب شبابه و نزقه و تهوره و يتمنى عودة شريكة معاناته للحياة لتقاسمه زمن الدعة كما قاسمته أيام الشقاء و المحنة في طموحه القاتل الذي رماه بين أحضان المهجر. ثم نجده يمعن في توبته من طموحه ذاك فيقول:
أناشدٌ أنت حتفاً صنع منتحرٍ ؟
أم شابكٌ أنت مغتراً يد القدرِ؟
خفض جناحيك لا تهزأ بعاصفةٍ
طوى لها النسر كشحيه فلم يطرِ
و لو ترك أبو فرات لأحدنا وكالة عنه ليجيب بدلاً من قلبه على أسئلة اللائمين، لأجابهم مما يراه من جمود المشهد في بلادنا. و لوصف كيف يراوح البلد في نفس المربع بين أعمدة الشتم و السباب في الجرائد من ناحية و بين التحريض الطائفي على مداخل الحارات و على أبواب المساجد و فوق المنابر التي يفترض بها أن تجمع لا أن تفرق. بين ملاحقات الليل الرتيبة و ما يبدأها من تزمير و ما ينهيها من طلقات التحذير و ما يتخلل ذلك من مشاهد يحفظها الجميع لا تنهيها كلمة حق ولا صوت حكمة.
و بينما يتهرب الكثيرون من مسموعي الكلمة من مسؤليتهم الإجتماعية، ينبري الكثير من أنصاف المثقفين لإشعال برنامج تقاذف الإتهامات و شخصنة الخلافات على أوجه للإستمتاع ببعض الظهور على حساب البلد. ثم، يا أبا فرات، فإنه ليس للإنسان أن يغضي عن ذلك كله و يحاول أن يكون ممن يواصل المسير و يحاول توجيه الضوء إلى مشاكل التنمية و عيوب الأداء المؤسساتي، لماذا؟ لأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
و ضمن الأحداث الطارئة و ضمن العمل المؤسساتي الإعتيادي سواء للحكومة أو سائر المؤسسات الأهلية بما فيها الجمعيات السياسية، فإن قضايا الرأي العام لا تأخذ حقها ولا حتى نصيباً بسيطاً من الإهتمام يفترض بها أن تثيره و تستوقف الجميع عنده. هذه القضايا تشمل الأمن عند خمول ذكر بعض القضايا إن لم تقيد ضد مجهول رغم خطورتها و تشمل التجاوزات الإدارية التي يرصدها ديوان الرقابة نفسه و لا تحرك المؤسسات المختصة ساكناً لمتابعتها و تشمل قضايا الإحتيال المالي التي تهز اقتصاد الآلاف من المواطنين. ما لا تحركه هذه القضايا لا يحركه مقال هناك أو أجراس يقرعها عابر سبيل هنا.
لا تسألني يا أبا فرات عن حسابات الجدوى و النتيجة، فلقد أجبتك سلني بعد كل ما قلته عما لا يكتب خوفاً من أن يصطدم بقناعات الآخرين، أو خوفاً من أن لا يقتنع به أحد حتى محرري الجريدة أنفسهم، و سلني عن توقف الكلام المحدد و التحول للكلام العام العائم.
 إلا أنني يا أبا فرات – دون مزايدة عليك – أجد أنه لا بد من العودة للكلام عن القضايا اليومية و عن المشاكل الأزلية، و عن المفاهيم المحرفة و للرؤية النقدية للمجتمع. و سترى أنه لا بد من العودة لها و ذلك ما سيكون إن شاء الله. أما القضايا التي يلزم للحديث فيها أن تكون مدعوماً من أحد الفرقاء فهي ليست لنا، لماذا؟ لأن المتأدب رغم أنه لا يرضى لنفسه أن يكون رجعاً للصوت أو صدى للصراخ إلا أنه لا يجب أن يستسلم لواقعٍ لا يقبله و لو ببذل أقل الجهد و أضعف الإيمان.

آخر الوحي:
تحلَّبَ أقوامٌ ضُرُوعً المنافِع
ورحتُ بوسقٍ من “ أديبٍ “ و “ بارع “
وعَلَّلتُ أطفالي بَشرِّ تعلِّةٍ
خُلودِ أبيهم في بُطونِ المجامع
وراجعتُ أشعاري سِِجَّلاً فلم أجِدْ
بهِ غيرَ ما يُودي بِحِلْمِ المُراجِع
ومُسْتَنْكرٍ شَيْباً قُبيلَ أوانهِ
أقولُ له : هذا غبارُ الوقائع
طرحتُ عصا التِّرحالِ واعتَضتُ متْعباً
حياةَ المُجاري عن حياةِ المُقارِع

محمد مهدي الجواهري