الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١١
منذ تم تعيين اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق في أحداث فبراير و مارس 2011، توجهت إلى رئيس اللجنة السيد بسيوني الأنظار و الألسن و المقالات. حاول البعض النيل من استقلاليته و الضرب في مصداقيته أو تعليقها على ما يصدر عن تقريره الموعود في الثالث و العشرين من الشهر الجاري. الكثيرون يترقبون هذا التقرير، فالقيادة تعول عليه و الشعب ينتظره و الجمعيات تترقبه. بدورها الدول الأخرى المتابعة و المهتمة بالشأن البحريني تنتظر منه الكثير. فقد علقت عليه هيلاري كلينتون في الأسبوع الماضي و كأنما تشير إلى أنه يجب أن يكون نقطة التحول في الشأن الداخلي لإنهاء الأزمة.
اليوم و قد فرغ الجميع من رسائلهم القولية و العملية الموجهة إلى السيد بسيوني، لا يفوتني أن أوجه بعض ما أعرفه للسيد بسيوني عما عرفته و عاينته. فقد قرأت في صحيفة الأيام بتاريخ 21 سبتمبر 2011 الكلام حول زيارة لجنة تقصي الحقائق للمساجد المتعرضة للتدمير الجزئي و الكلي، و أتذكر كيف قيل في بعض وسائل الإعلام يوماً ما أن ما هدم إنما هدم إما لعدم وجود ترخيص أو لأنه بني في أرض غير مملوكة، و زبدة القول أنه بناء غير قانوني.
قد يقول البعض يا سيد بسيوني و لماذا ذكر هذا الأمر دون انتهاكات المعارضين، فأقول لهم، وثقوها و ارفعوها للجنة و كذلك ارفعوها للقضاء و خذوا حقوقكم بالقانون. و لكن هذه اللجنة المستقلة قد شكلت لإنصاف من لم يجد الإنصاف و لمن لم يستطع أن ينتصف بالقانون، و لكل من يقول أن أخطاء ممنهجة أو غير ممنهجة قد انتهكت حقوقه.
لا أحد يحسد اللجنة و رئيسها و أعضاءها لأن الجميع ينتظر ما يرضيه، و حتى لو تمكنت اللجنة من أن تحقق شيئاً من الإنصاف فهي لن ترضي أحداً إلا إذا استطعنا تحويل ما تخرج به إلى معطيات تمكننا في المضي لبناء البلد من جديد عبر إصلاحات كبيرة و شاملة.
آخر الوحي:
أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة و السليقة
مثل الغراب نعى الديار فأسمع الدنيا نعيقه
تلك الحقيقة و المريض القلب تجرحه الحقيقة
أمل يلوح بريقه فاستهد يا هذا بريقه
ما ضاق عيشك لو سعيت له ولو لم تشك ضيقه
إبراهيم طوقان
** تم حذف الكثير من المقال الأصلي -و الذي نشر قبل ظهور تقرير اللجنة- قبل نشره و النسخة الكاملة موجودة في مدونتي الشخصية "رسالة في زجاجة" تحت هذا الرابط:
http://oceanbottle.blogspot.com/2011/11/blog-post.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق