الأحد، 6 نوفمبر 2011

ماقبل ١٤ فبراير






الأحد ٦ نوفمبر ٢٠١١


متصفحاً عناوين صحف ما قبل 14 فبراير التي ربما لم يتسن لي قراءتها آنذاك بسبب تحضيري لإجراء طبي صادف أن يكون في صبيحة يوم ذكرى الميثاق. أذكر أنني عند دخولي لتلقي العلاج، ابتسم الطبيب في وجهي وسألني عن حظي العاثر أو اختياري السيئ لأن أقضي يوم الفالنتاين في المستشفى.
وربما أعدت تصفح العناوين لأنني أريد وأتمنى أن نخرج من دوامة ما بعد 14 فبراير 2011، ليس خروج الهاربين، وإنما لفك جزء من الهوس الذي شل عندنا كل مناحي التفكير في ما دون السياسة، وصرنا جميعاً نهلوس مع كل إشاعة ونعتصر مع كل بارقة أمل أو انفراج.
في صحيفة الوسط ليوم الأحد الموافق 13 فبراير، في صفحة المحليات تتوالى الكثير من العناوين التي سنمر ببعضها ونعلق عليها. أولها تصريح مجلس الوزراء أن مكرمة الألف دينار ستكون لكل الأسر بغض النظر عن مستوى الدخل أوتاريخ عقد الزواج. يلي ذلك خبران لأوامر ملكية جديدة لزيادة سقف الدعم لأصحاب الأجور المتدنية، وأوامر منذ 2007 بتخصيص وتنفيذ سواحل سواحل عامة إلا أنها لم تر النور بحسب تعبير الجريدة.
يلي ذلك خبر تشكيل رئيس هيئة الإعلام للجنة مشتركة لدعم تطوير الإعلام البحريني تضم فيها رؤساء تحرير الصحف المحلية والجهات المختصة وممثلين عن جمعية الصحفيين. وبينما يطالب النائب عبدعلي محمد حسن بلجنة تحقيق لإنصاف الجامعيين العاطلين، كان النائب مطر مطر ينبه إلى تصاعد نسبة الإنفاق على التسلح ووصولها إلى ثلاثين بالمائة من مجموع الدخل. في ذات الوقت كان النائب عبد الحميد المير يقترح توفير طبيب استشاري لجميع المراكز الصحية. وفي ذيل الصفحة نجد النائب عبد المجيد السبع يدعولخفض نسبة الأرباح على قروض الإسكان.
هذه كانت أخبار الثالث عشر من فبراير، وبغض النظر عما ستصل إليه السياسة من توافقات ومفارقات، فإن مجمل المذكور أعلاه هومشاكل معيشية وخطط مستقبلية وأجراس إنذار إقتصادية لا يجب أن ننساها ونقلب الصفحة ونرجئ الكلام عليها إلى ما بعد المعالجة السياسية للوضع في البحرين.
الحاصل أننا جميعاً نتكلم عن الحل السياسي وعلاج الأزمة وهذا شيء طبيعي، إلا ان غير الطبيعي أن ننصرف جميعاً عن حل مشاكل البلد جميعها حتى يصل الحل السياسي ويتم توافق عليه، فالحوارات لا تتوقف ولن تتوقف سواء علمنا بها أولم نعلم. فهل يجوز أن نعلق حياتنا كلها على يوم توافق لا ندري أمده؟ يجب ان نتعايش مع حقيقة أن بلادنا تمر في ازمة نتمنى أن تتجاوزها، إلا أنه لا يمكن أن نسمح بأن تشل البلاد ونمعن في تأزيمها بمواصلة التفكير من خلال 14 فبراير وحسب.
سؤالي لكل المسؤولين الذين ترتبت عليهم مسؤوليات بأوامر ملكية وتوجيهات حكومية ومطالبات نيابية، ماذا فعلتم بخصوص ما وجه لوزاراتكم سواء ما قبل الأزمة وما بعدها، بما في ذلك أوامر القيادة بإنهاء قضية المفصولين التي تشهد كثيراً من التلكؤ.
آخر الوحي:
بكلمةٍ واحدةٍ
لفظتها، ونحن عند الباب
فهمت كل شيء
فهمت من طريقة الوداع
ومن جمود الثغر والأهداب
فهمت أني لم أعد
أكثر من بطاقةٍ تترك تحت الباب
فهمت يا سيدتي
أنك قد فرغت من قراءة الكتاب
نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق