الأحد، 3 أكتوبر 2010

مستدرك البرامج الانتخابية











على غرار كتب المستدركات التي تكتب إكمالاً لمجهود المؤلف، والتزاماً بنفس المنهج البحثي وموضوع الكتاب الأصلي، رأيت أن أكتب لمترشحينا النيابيين البواسل، ولا مزاح في كلمة بواسل، لأن الترشح للبرلمان صار موضوعاً صعباً من الناحية النفسية لعدة أسباب. فأما صعوبته للمترشحين المستقلين فوضوحها لا يحتاج للشرح، وأما للمترشحين الحزبيين، فإن أسباب ذلك ما يتوقع لهم من السلق بألسن الصحافة والناس من جهة، وعدم قدرتهم على تلبية الآمال العريضة التي تصير معلقة عليهم. كذلك فهم يواجهون في أحيان عدم تعاون بعض الأطراف الحكومية معهم، إضافة إلى حالة الاصطفاف الحزبي والهجمات المتبادلة بين النواب في المجلس.
وربما كان من الملائم الإشارة إلى أن بعض مترشحينا يطرحون في كثير من الأحيان أهدافا لا إمكانية لهم ولا لغيرهم لتحقيقها، لا نقول بسبب الاستحالة ولا لكوننا واقعيين، لأن الواقعية في السياسة وفي مجالات أخرى إذا تكرست في العقل تصير صنماً يعبد من دون الله، تتحول لصندوق ضيق يحبس الكثير من الأفكار النيرة، ويمنعها من الخروج حتى مع إمكانية تحقيقها. وأما سبب عدم إمكانية التحقيق لتلك الأهداف التي يضعها المرشحون هو كونها أفكاراً نيئة لا آلية لها ولا برنامج ولا خطة موازنة. وأرجو أن تكون عبارة أحد المترشحين كما نقلت لي “راتب لكل طفل بحريني” تحمل برنامجاً وآلية وخطة تمويل، لأن الفكرة موجودة في بعض الدول الخليجية الأخرى كعلاوة في الراتب لكل طفل. وأما إذا قسنا ما تحقق بشأن علاوة الغلاء والمخاض العنيف لتحصل كل عائلة محتاجة على خمسين دينارا شهرياً، فأنا أكاد أجزم أن للعبارة المذكورة تأويلاً. وربما كان تأويلها ما سيحصل عليه الطفل من منافع كالعلاج والتعليم والخدمات الأخرى التي لو كانت عن طريق القطاع الخاص لكلفته أموالاً طائلة. في البحرين الصورة ليست سوداء ولكنها حتماً ليست وردية.
أقول إنني أكتب هنا رسالة مستدرك لبرامج المترشحين لكي أحملهم من هذه الزاوية المفهومة بعض ما تتطلع إليه شرائح من المواطنين وأضيف إلى هذا عبء أفكاري وتصوراتي المتواضعة.
بعد الاستعانة بالله، نشرع في إدراج قائمة مختصرة للبرنامج الانتخابي كمستدرك لبرامج المترشحين:
- إن نظرة المواطن المتفائل للمجلس الموقر هي أنه وسيلة لتشريع حياة كريمة، وهذا ما سيسعى له المترشح ضمن قائمة “المستدرك”.
- الخدمات الإسكانية حق لجميع المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات، السكن لا يمثل إعانة بل حقاً ثابتاً كالتعليم والصحة والغذاء والأمن، لذا تسعى القائمة لإلغاء القانون الإسكاني المرتبط بدخل المواطن.
- الخدمات الإسكانية في البلد هي في أزمة، سنسعى لحل هذه الأزمة عبر الدفع بقوانين استملاك الأراضي، وقوانين تخصيص المنطقة الجنوبية للحياة الفطرية وقانون الموازنة العامة لمناقشة جادة ومفتوحة، ولننهي قصة الأمم.
- السعي الحثيث للتطوير وإيقاف التدهور المستمر في الخدمات الصحية والضغط الشديد الواقع على البنية التحتية لوزارة الصحة، عن طريق وضع حد أدنى قانوني من الأطباء لكل مواطن، وحد أدنى قانوني من الأسرة الشاغرة سواء الطوارئ أو أسرة المرضى الداخليين (الترقيد).
- الدفع بمشروع قانون لعمل تغيير في هيكل وزارة الصحة المتعلق بالخدمات التخصصية.
- السعي لدعم وزارة الصحة عن طريق السعي لإيجاد آلية شراكة مع خدمات العيادات والمستشفيات الخاصة لتقليل مدد انتظار الدور للعمليات ولطب الأسنان.
- السعي لإيجاد هيئة لمراقبة الجودة ولحل مشكلات القطاع الصحي قد تكون بنفس اتجاه هيئة مراقبة جودة التعليم.
- إيجاد آلية لدعم المنتجات الغذائية ومواد المستهلك عبر البطاقة الشخصية للمواطن وبأسلوب عصري متطور لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للمواطن من الدعم الحكومي ومنع استغلاله.
- وضع قانون بجهاز رقابي لمراقبة أسعار سلع المستهلك يقوم بنشر الأسعار بصورة أسبوعية ويلزم المحلات التجارية بحد أقصى للسعر. 
- إلزام الشركات الصناعية الكبرى بتوفير البيئة المناسبة للمواطنين القاطنين في المناطق المجاورة من باب “لا ضرر ولا ضرار”، وإيجاد مسكن بديل لكل إنسان لا يريد العيش في هذه البيئة.
- السعي لإيجاد قانون لتخصيص سواحل للتنزه والصيد وأحزمة خضراء لعامة شعب البحرين تحت ملكية ملك مملكة البحرين كما هي الحال بالنسبة لبعض الممالك الأخرى لتكون مفتوحة للمواطنين ومحمية من الزحف العمراني.
- وضع قانون يكفل حماية البيئة البحرية والثروة السمكية وتحديد آليات إعادة بناء هذه الثروة من جديد.
- العمل على إيجاد قانون باتفاقية تفاهم بين دول الخليج بخصوص معاملة الخليجي كمواطن في جميع الأنشطة الاقتصادية بما في ذلك الصيد والزراعة.
- وضع قانون بتخصيص منطقة زراعية، لمشاريع الزراعة والثروة الحيوانية بما يكفل تحقيق نسبة من الأمن الغذائي للمنتجات الاساسية.
- السعي لإيجاد هيئة للتخطيط، لوضع التصورات العملية المتوافقة مع الاستراتيجيات التنموية مثل استراتيجية البحرين 2030 وغيرها.
هذا هو الجزء الأول من مستدرك البرنامج الانتخابي، وسنقوم بإطلاع إخوتنا المترشحين ببقية المستدركات في المستقبل القريب. ونتمنى من الإخوة القراء تزويدنا بمقترحاتهم وتطلعاتهم لإدراجها في مستدرك المستدرك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق